البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة النجم مكية

صفحة 753 - الجزء 2

سورة النجم مكية

  : هي أول سورة أعلنها النبي ÷ بمكة.

  قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ١} معناه نجوم القرآن لأنه كان ينزل نجوماً أي آية بعد آية وسورة بعد سورة.

  {.. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣} أي ما ينطق عن هواه وشهوته {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ} يوحيه الله تعالى إلى جبريل ويوحيه جبريل إليه فهو ينطق عن أمر الله تعالى ويبلغ أوامره ونواهيه.

  {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ٥} يعني جبريل # {ذُو مِرَّةٍ} وفي المرة وجهان أحدهما: القوة والآخر: المنطق الحسن قال الشاعر:

  وإني لذو مِرة مُرة إذا ... ركبت حالة حالها

  {فَاسْتَوَى ٦} يعني جبريل # في مكانه على صورته التي خلقه الله ø عليها لأنه كان يظهر قبل ذلك على صورة رجل ولم ير رسول الله ÷ جبريل على صورته إلا مرتين أما واحدة فإنه سأله أن يراه على صورته، وأما الثانية فإنه كان معه حيث صعد وذلك قوله: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ٧} والأفق الأعلى هو الذي تطلع منه آفاق الشمس قال الشاعر:

  أخذنا بآفاق السماء عليكم ... لنا قمراها والنجوم الطوالع

  {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ٨} أي قرب ومنه قوله: {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ}⁣[البقرة: ١٨٨]، أي تقربوها إليهم، شعراً:

  أتيتك لا أدلي بقربى قريبة ... إليك ولكني بجودك واثق