البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة النجم مكية

صفحة 756 - الجزء 2

  فما بعد هذا ننتظر.

  {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} يعني لا تمادحوا ولا تجعلوا أفعالكم للرياء والسمعة {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ٣٢} يعني قد علم الله كل نفس ما هي عليه وما هي صانعة وإلى ما هي صائرة.

  قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ٣٣} وهذه الآية نزلت في العاص بن وائل السهمي كان يأتي النبي ÷ يسمع ما يقوله ويتولى عنه ولا يعمل به {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى ٣٤} يعني أعطى من نفسه بالاستماع ثم أكدى بالانقطاع عن الإيمان والإسلام ومعنى أكدى: قطع.

  قوله تعالى: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ٣٥} أي علم الغيب فرأى أن ما سمعه باطل.

  قوله تعالى: {.. وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ٣٧} أي وفى بما أمر به من طاعته وتبليغ ما حمل من رسالته {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ٣٨} وقيل كان ما بين نوح وإبراهيم # يؤخذ الابن بجريرة أبيه حتى جاء إبراهيم # ونهى عن ذلك وأن لا يؤخذ أحد إلا بجرمه وفي قوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ٣٧} يجوز أن يكون وفاؤه بذبح ولده إسماعيل حين امتحن به.

  {... وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ٤٨} أي أغنى بالمعيشة وأقنى بالمال وأقنى أصله من القنية وهي أصل المال.

  قوله: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ٤٩} والشعرى نجم يضيء وراء الجوزاء يسمى مرزم الجوزاء ويقال له الوقاد كان يعبده حمير وخزاعة فطرتكم العشاء إلى سهيل والشعرى وطال في الإنا.

  قوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ٥٠} في عاد الأولى قولان