سورة الرحمن ø، مكية
  والأنهار العذبة ومرجهما إرسالهما.
  قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ٢٠} أي لا يخلطان والبرزخ الحاجز بين الشيئين.
  قوله تعالى: {.. يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ٢٢} والمرجان كبار اللؤلؤ كذلك روينا عن أمير المؤمنين علي # وحكى لنا أن العذب والملح يلتقيان فيكون العذب كاللقاح للملح فنسب إليهما كما نسب الولد إلى الذكر والأنثى وإن ولدته الأنثى وكذلك قيل أنه لا يخرج اللؤلؤ إلا في موضع يخرج يلتقي فيه العذب والملح.
  قوله تعالى: {.. وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ٢٤} أما الجواري فهي السفن واحدتها جارية وسميت جارية لأنها لا تجري في الماء إلا بإذن الله تعالى، والمنشآت المجريات وهي ما رفع قلبها وهي الشراع وقرئ المنشِآت بكسر الشين وهي الباديات كالأعلام أي كالجبال سميت بذلك لارتفاعها كارتفاع العلم قالت الخنساء:
  كأنه علم في رأسه نار
  {... يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} أما من في السماوات فهم الملائكة يسألونه الرحمة والمنازل الرفيعة ولا يسألون الرزق وأهل الأرض يسألون الرزق والمغفرة {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ٢٩} أي أنه يجيب داعياً ويعطي سائلاً ويفك عانياً ويتوب على قوم ويغفر لقوم ويرفع قوماً ويضع آخرين على قدر ما يرى من مصالح خلقه.
  قوله تعالى: {.. سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ ٣١} وهما الجن والإنس أي سنقصد إلى حسابكم ومجازاتكم على أعمالكم وهذا وعيد لأن الله تعالى