البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الرحمن ø، مكية

صفحة 766 - الجزء 2

  لا يشغله شأن عن شأن.

  {.. يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا} أي تخرجوا من جوانب {السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} هرباً من الموت {لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ٣٣} يعني إلا بحجة ظاهرة.

  قوله تعالى: {.. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ} والشواظ النار قال الشاعر:

  يهودي يظل يشب كيرا ... وينفخ دائباً لهب الشواظ

  وقيل الشواظ هو ما ارتفع من لهبه ودخانه قال رؤبة:

  إنلهم وقعتا إيقاظا ... ونار حرب تسعر الشواظا

  والنحاس: دخان النار قال النابغة الجعدي:

  يضيء كضوء سراج السليط ... لم يجعل الله فيه نحاسا

  {فَلَا تَنْتَصِرَانِ ٣٥} يعني الجن والإنس.

  قوله تعالى: {.. فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ} يعني يوم القيامة {فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ٣٧} وأراد بالوردة تشبيهاً بالفرس الوارد لأنه يكون في الصيف أصفر وفي الشتاء أحمر وفي اشتداد البرد أغبر فشبه السماء يوم القيامة عند انشقاقها واختلاف ألوانها بالفرس الورد لاختلاف ألوانه، والدهان فإنما أراد بها صافية كلون الدهن خالصةِ.

  قوله تعالى: {.. فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ٣٩} هذا موقف من المواقف في الآخرة يختم على أفواه القوم وتكلمه أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون وفي موقف آخر يسألون فينطقون لقوله: {لَا