البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الرحمن ø، مكية

صفحة 767 - الجزء 2

  يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}⁣[الأنبياء].

  قوله تعالى: {... يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ ٤٤} يعني بين الجحيم والحميم والشراب الحار الذي انتهى حماه ومنه قول النابغة الذبياني:

  ويخضب لحية غدرت وخانت ... بأحمر من نجيع الخوف آن

  قوله تعالى: {.. وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ٤٦} يعني لمن خاف بأداء فرائض الله والاجتناب عما حرمه والمقام يوم القيامة إذا أزلفت الجنة وبرزت النار والجنتان جنة عدن وجنة النعيم {.. ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ٤٨} أي ذواتا أغصان قال الشاعر:

  ما هاج قلبك من هدير حمامة ... تدعو على فنن الغصون حماما

  قوله تعالى: {... مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} وهي أدون من الظهارة دل علىأن الطهارة فوق الاستبرق.

  قوله تعالى: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ٥٤} أما الجنى فهو الثمر وروينا أن أمير المؤمنين علياً # كان يتمثل بهذا البيت كل عشية إذا دخل بيت مال المسلمين وفرق ما فيه:

  هذا جناي وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه

  دان: أي دانية لا تبعد على قائم ولا قاعد ولا ترد أيديهم عنها لا بعد ولا شوك. {.. فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} يعني قصر طرفهن على أزواجهن ولا يبغين بهم بدلاً {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ٥٦} أي لم يمسهن