سورة الواقعة مكية
  عطشاً فلا تزال الإبل تشرب الماء حتى تموت قال قيس بن الملوح:
  فقال به داء الهيام أصابه ... وقد علمت نفسي فكان دوايا
  قوله تعالى: {... نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} يعني سوينا في الموت بين المطيع والكافر.
  قوله تعالى: {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ٦٠} أي بعاجزين في أن يسبقنا في فعلنا أحد {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ} أي نهلككم ونستخلف خلقاً غيركم {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ٦١} أي في وقت لا تعلمون به.
  قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ٥٨} يعني نطفة المني يقال أمني يمني ومنى يمني بمعنى واحد وسمي بذلك لإمنائه وهو إراقته ومنه سميت منى لأن الدماء تراق فيها.
  {... لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} والحطام الهشيم المهلك الذي لا ينتفع به {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ٦٥} أي تعجبون {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ٦٦} أي لمعجبون قال الشاعر:
  وثقت بأن الحفظ مني سجية ... وأن فؤادي مبتلى بك مغرم
  وقد يكون المغرم بمعنى المولع، قال الشاعر:
  سلا عن تذكره بكتما ... وكان رهيناً بها مغرما
  قوله تعالى: {... أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ٧١} أي تستخرجون بزندكم من شجر أو حجر أو حديد ومنه قول الشاعر:
  فإن النار بالزندين تورى ... وإن الحرب يقدمها الكلام