سورة الحشر مدنية
  شَتَّى} يعني مختلفة متفرقة قال الشاعر:
  إلى الله أشكو فرقة شقت العصا ... هي اليوم شتى وهي أمس جميع
  قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ} وهم كفار قريش يوم بدر، والثاني: أنهم بنو النضير الذين أجلوا عن الحجاز إلى الشام.
  قوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ} ... الآية، وقوله: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ} في هاتين الآيتين إلى النار وقوله: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ} الشيطان من المسوغين في الكفر وهذا مثل ضربه الله تعالى للكافر في طاعته لرؤسائه في الكفر والضلالة وهو عام في كل من هذه صفته.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} قال الإمام الناصر لدين الله: يجب على كل مسلم أن يرعى سمعه إذا قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا فإنه خير يؤمن أو شر ينتهي عنه {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} يعني به يوم القيامة ولقربها جعلها بمنزلة الكائن غداً {وَاتَّقُوا اللَّهَ} وهذه التقوى الثانية تأكيد للتقوى الأولى.
  قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} يعني نسوا الله بترك شكره على ما أولاهم وتعظيمه على ما أسداهم {فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضاً.
  قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} أي لا يستوون لأن أصحاب الجنة من أوليائه وأهل النار من أعدائه وأهل الجنة في نعيمهم وأهل النار في عذاب أليم.