سورة نوح # مكية
  نوراً لأهل الأرض {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ١٦} أي مصباحاً لأهل الأرض يضيء {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ١٧} يعني خلقكم من آدم وخلق آدم من الأرض {ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا} يعني أمواتاً في القبور {وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ١٨} بالنشور والبعث.
  {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ١٩} أي مبسوطة {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ٢٠} يعني طرقاً واسعة {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي} لبث نوح # في قومه يدعوهم إلى الله ø ألف سنة إلا خمسين عاماً {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ٢١} يقرأ بضم الواو من الولد وفتحه فالولد بالضم الجماعة من الأولاد والولد بالفتح يكون واحد أو جماعة ومنه قول الربيع بن زياد:
  فإن تك حربكم أمست عواناً ... فإني لم أكن ممن جناها
  ولكن ولد سوء أورثوها ... وحشوا نارها لمن اصطلاها
  {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ٢٢} أي عظيماً والكبّار أكبر من الكبير وأشد مبالغة والمكر الكبار ما جعلوا لله من الصاحبة والولد. والثاني قول الكبر لأتباعهم، {لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ٢٣ وَقَدْ أَضَلُّوا} وكانت هذه الأصنام يعبدونها قوم نوح فانقلبت عبادتها بعدهم إلى سائر العرب.
  فأما ود فهو أول صنم معبود وسمي ود لودهم له وكانت تعبده كلب بدومة الجندل وأما سواع فكان لهذيل بساحل البحر، وأما يغوث فكان لقوم من مراد بالجوف من سبأ وقيل إنه كان من رصاص وكان يحملونه على جمل أجرد ويسيرون معه لا يهيجونه حتى يكون هو الذي يبرك فإذا