سورة المدثر مكية
  ذابت وإذا رفعها عادت {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ١٨} إن الوليد بن المغيرة قال: لقد نظرت فيما قال هذا الرجل فإذا هو ليس بشعر وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليعلو بالقلوب وما أشك أنه سحر ليس بشعر ثم قال: {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ١٩ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ٢٠} أي ثم لعن ثم لعن كيف قدر أنه ليس بشعر ولا كهانة وأنه سحر.
  {ثُمَّ نَظَرَ ٢١} يعني الوليد بن المغيرة نظر إلى بني هاشم حين قال في النبي ÷ إنه ساحر ليعلم ما عندهم فيه {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ٢٢} أما عبس فهو قبض ما بين عينيه وبسر يعني كلح وجهه ومنه قول توبة بن الحميّر:
  وقد رابني منها صدود رايته ... وإعراضها عن حاجتي ونشوزها
  قوله تعالى: {ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ٢٣} عن الطاعة {فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ٢٤} قال الوليد بن المغيرة ما هذا القرآن إلا سحر يأثره محمد عن غيره ويأخذ عمن تقدمه {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ٢٥} كذب لعنه الله حيث جعل القرآن من مقدور البشر ومن مقالتهم {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ٢٦} وسقر من أسماء جهنم مأخوذ من سقرته الشمس إذا آلمت دماغه فسميت جهنم بذلك لشدة إيلامها {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ٢٧ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ٢٨} يعني لا تبقي من فيها حياً ولا تذره أي ميتاً، ويجوز لا تبقي أحداً من أهلها أن تناوله ولا تذره من العذاب {لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ٢٩} معناه مغيّرة لألوانهم لأنهم تلفح وجوههم لفحة فتدعها أشد سواداً من الليل. والثاني: تحرق البشر حتى تلوح العظم. والثالث: أن بشرة أوجههم تلوح على النار. والرابع: أن اللوح شدة العطش، والمعنى