البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة المدثر مكية

صفحة 846 - الجزء 2

  بالجبل عليهم».

  {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} يعني ليتبينوا عدد الخزنة ويعلموا أن محمداً ÷ نبي الله لما جاء به من موافقة عدد الخزنة {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِيمَانًا} بذلك.

  قوله تعالى: {وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ٣١} يعني وما النار في دار الدنيا إلا تذكرة لنار الاخرة {كَلَّا وَالْقَمَرِ ٣٢} والواو في القمر واو القسم أقسم الله به لأنه من خلقه والدال على حكمته فكأنه أقسم بعظمته {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ٣٣} يعني إذ أقبل عند إدبار النهار {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ٣٤} يعني أضاء وهذا قسم ثالث {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ٣٥} والكبر هي العظائم من العقوبات والشدائد قال الراجز:

  يا ابن المعلا نزلت إحدى الكبر ... داهية الدهر وصماء العبر

  {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ٣٦} يعني أن رسول الله ÷ نذيراً للبشر حين قال: {قُمْ فَأَنْذِرْ ٢} ويجوز أن تكون النار نذيراً للبشر لأن الله تعالى لم ينذر الخلائق بشيء أدهى منها {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ} يعني في الطاعة {أَوْ يَتَأَخَّرَ ٣٧} عن المعصية {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ٣٨} أي محتبسة بعملها من خير أو شر {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ٣٩} وهم أهل الجنة.

  قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ٤٥ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ٤٦} يعني كنا نكذب مع المكذبين.

  {... فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ٤٩} يعني بالتذكرة القرآن {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ٥٠} أي مذعورة وهي بفتح الفاء ومن كسر الفاء