شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يشذ نصب المضارع بان محذوفة في غير المواضع المذكورة

صفحة 365 - الجزء 2

  والثانى: ما يجزم فعلين، وهو «إن» نحو {وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} و «من» نحو {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} و «ما» نحو {وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} و «مهما» نحو {وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} و «أىّ» نحو {أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} و «متى» كقوله:

  ٣٣٤ - متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد


٣٣٤ - البيت للحطيئة، من قصيدة يمدح فيها بغيض بن عامر، ومطلعها:

آثرت إدلاجى على ليل حرّة ... هضيم الحشا حسّانة المتجرّد

اللغة: «تعشو» أى: تجيئه على غير هداية، قاله اللخمى عن الأصمعى، أو تجيئه على غير بصر ثابت، عن غيره «خير موقد» يحتمل أنه أراد الغلمان الذى يقومون على النار ويوقدونها، يريد كثرة إكرامهم للضيفان وحفاوتهم بالواردين عليهم، ويحتمل أنه أراد الممدوح نفسه، وإنما جعله موقدا - مع أنه سيد - لأنه الآمر بالإيقاد، فجعله فاعلا لكونه سبب الفعل، كما فى قوله تعالى: {يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً} وكما فى قولهم «هزم الأمير الجيش وهو فى قصره، وبنى الأمير الحصن» وما أشبه ذلك.

الإعراب: «متى» اسم شرط جازم يجزم فعلين، الأول فعل الشرط، والثانى جوابه وجزاؤه، وهو - مع هذا - ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب بتجد «تأته» تأت: فعل مضارع فعل الشرط، مجزوم بحذف الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والهاء مفعوله «تعشو» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو، وفيه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت فاعل، والجملة فى محل نصب حال من الضمير المستتر فى فعل الشرط «إلى ضوء» جار ومجرور متعلق بقوله «تعشو» السابق، وضوء مضاف ونار من «ناره» مضاف إليه، ونار مضاف والهاء مضاف إليه «تجد» فعل مضارع جواب الشرط وجزاؤه مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير