الفصل الثاني: في معاني الأبنية
  من فعل أو المدح به حوّل إلى هذه الزنة، نحو قضو الرجل وعلم، بمعنى ما أقضاه وما أعلمه.
  (٢) ويجئ بناء فعل - بكسر العين - للدلالة على النعوت الملازمة، نحو ذرب لسانه وبلج جبينه، أو للدلالة على عرض، نحو جرب وعرج وعمص ومرض، أو للدلالة على كبر عضو، وذلك إذا أخذ من ألفاظ أعضاء الجسم الموضوعة على ثلاثة أحرف، نحو رقب وكبد وطحل وجبه، وعجزت المرأة. ويأتى لغير ذلك، نحو ظمئ، ورهب.
  (٣) ويجئ بناء فعل - بفتح العين - للدلالة على الجمع نحو جمع وحشر وحشد، أو على التفريق، نحو بذر وقسم، أو على الإعطاء، نحو منح ونحل، أو على المنع، نحو حبس ومنع، أو على الامتناع، نحو أبى وشرد وجمح، أو على الغلبة، نحو قهر وملك، أو على التحويل، نحو نقل وصرف أو على التحول، نحو رحل وذهب، أو على الاستقرار، نحو ثوى وسكن، أو على السير، نحو ذمل ومشى، أو على السّتر، نحو حجب وخبأ، أو على غير ذلك مما يصعب حصره من المعانى.
  (٤) ويجئ بناء فعلل للدلالة على الاتخاذ. نحو قمطرت الكتاب وقرمضت: أى اتخذت قمطرا وقرموضا(١)، أو للدلالة على المشابهة، نحو حنظل خلق محمد وعلقم، أى أشبه الحنظل والعلقم، أو للدلالة على جعل شئ فى شئ، نحو عندم ثوبه ونرجس الدواء، أى جعل فيه العندم والنرجس، أو للدلالة على الإصابة، نحو عرقبه وغلصمه، أى: أصاب عرفوبه وغلصمته، أو لاختصار المركّب للدلالة على حكايته، نحو بسمل وسبحل وحمدل وطلبق(٢)، أو لغير ذلك.
(١) القرموض - بزنة عصفور - حفرة صغيرة يكن فيها من البرد.
(٢) سبحل: أى قال «سبحان الله» وحمدل: أى قال «الحمد لله» وطليق: أى قال «أطال الله بقاءك» ومن أمثلته «جعفد» أى قال «جعلت فداك» و «مشأل»: أى قال «ما شاء الله».