الفصل الثاني: في معاني الأبنية
  ويطاوع بناء فعّل، نحو عدّلت الرمح فاعتدل، ويأتى للدلالة على الاتخاذ، نحو اشتوى واختتم(١)، أو للدلالة على التشارك، نحو اجتورا واشتورا، أو للدلالة على التصرف باجتهاد ومبالغة، نحو اكتسب واكتتب، أو للدلالة على الاختيار، نحو انتقى واصطفى واختار، أو لغير ذلك.
  (١٠) ويجئ بناء افعلّ من الأفعال الدالة على لون أو عيب لقصد الدلالة على المبالغة فيها وإظهار قوتها، نحو احمرّ واصفرّ واعورّ واحولّ.
  (١١) ويجئ بناء تفعّل للدلالة على المطاوعة، وهو يطاوع فعّل، نحو هذّبته فتهذّب وعلمته فتعلّم، أو للدلالة على التكلف(٢)، نحو تكرّم وتشجّع، أو للدلالة على الطلب، نحو تعظّم وتيقّن، أى: طلب أن يكون عظيما وذا يقين، أو لغير ذلك.
  (١٢) ويجئ بناء تفاعل للدلالة على المشاركة، نحو تخاصما وتعاركا، أو للدلالة على التكلف، نحو تجاهل وتكاسل وتغابى(٣)، أو للدلالة على المطاوعة، وهو يطاوع فاعل، نحو باعدته فتباعد وتابعته فتتابع.
  (١٣) ويجئ بناء استفعل للدلالة على الطّلب، نحو استغفرت الله واستوهبته، أو للدلالة على التحول من حال إلى حال، نحو استنوق الجمل، واستنسر البغات، واستتيست الشاة، واستحجر الطّين، أو للدلالة على
(١) اشتوى: انخذ شواء، واختتم: أى اتخذ خاتما.
(٢) الفرق بين التكلف بصيغة تفعل والتكلف بصيغة تفاعل أن الأول يستعمل فيما يحب الفاعل أن يصير إليه، والثانى يستعمل فيما لا يحب الفاعل أن يصير إليه، وتأمل فى لفظ «تكرم» تجد الفاعل الذى يتكلف الكرم يحب أن يكون كريما، ثم تأمل فى لفظ «تغابى» أو «تجاهل» أو «تكاسل» ثجده لا يحب أن يكون غبيا أو جاهلا أو كسولا، ومن هنا تعلم أنه لا يجوز لك أن تبنى من الصفات المحمودة على مثال تفاعل لمعنى التكلف؛ فلا تقول تكارم ولا تشاجع، كما أنه لا يجوز لك أن تبنى من الصفات المذمومة على مثال تفعل لمعنى التكلف؛ فلا تقول تجهل ولا تكسل.