شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ما يشترط في شبه الجملة الذي يقع صلة

صفحة 157 - الجزء 1

  ٣٠ - ما أنت بالحكم التّرضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذى الرّأى والجدل


٣٠ - هذا البيت للفرزدق، من أبيات له يهجو بها رجلا من بنى عذرة، وكان هذا الرجل العذرى قد دخل على عبد الملك بن مروان يمدحه، وكان جرير والفرزدق والأخطل عنده، والرجل لا يعرفهم، فعرفه بهم عبد الملك؛ فعاعتم العذرى أن قال:

فحيّا الإله أبا حزرة ... وأرغم أنفك يا أخطل

وجدّ الفرزدق أتعس به ... ودقّ خياشيمه الجندل

و «أبو حزرة»: كنبة جرير، و «أرغم أنفك»: يدعو عليه بالذل والمهانة حتى يلصق أنفه بالرغام - وهو التراب - و «الجد» الحظ والبخت، وفى قوله «وجد الفرزدق أتعس به» دليل على أنه يجوز أن يقع خبر المبتدأ جملة إنشائية، وهو مذهب الجمهور، وخالف فيه ابن الأنبارى، وسنذكر فى ذلك بحثا فى باب المبتدأ والخبر فأجابه الفرزدق ببيتين ثانيهما بيت الشاهد، والذى قبله قوله:

يا أرغم الله أنفا أنت حامله ... يا ذا الخنى ومقال الزّور والخطل

اللغة: «الخنى» - بزنة الفتى - هو الفحش، و «الخطل» - بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة - هو المنطق الفاسد المضطرب، والتفحش فيه «الحكم» - بالتحريك - الذى يحكمه الخصمان كى يقضى بينهما، ويفصل فى خصومتهما «الأصيل» ذو الحسب، و «الجدل» شدة الخصومة.

المعنى: يقول: لست أيها الرجل بالذى يرضاه الناس للفصل فى أقضيتهم، ولا أنت بذى حسب رفيع، ولا أنت بصاحب عقل وتدبير سديد، ولا أنت بصاحب جدل، فكيف نرضاك حكما؟!.

الإعراب: «ما» نافية، تعمل عمل ليس «أنت» اسمها «بالحكم» الباء زائدة الحكم: خبر ما النافية «الترضى» أل: موصول اسمى نعت للحكم، مبنى على السكون فى محل جر «ترضى» فعل مضارع مبنى للمجهول «حكومته» حكومة: نائب فاعل لترضى، وحكومة مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة لا محل لها صلة الموصول «ولا» الواو حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفى «الأصيل» معطوف على الحكم «ولا»