الابتداء المبتدأ قسمان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له مرفوع اغنى عن الخبر
  فخير: مبتدأ، ونحن: فاعل سدّ مسدّ الخبر، ولم يسبق «خير» نفى ولا استفهام، وجعل من هذا قوله:
  ٤١ - خبير بنو لهب؛ فلا تك ملغيا ... مقالة لهبىّ إذا الطّير مرّت
  فخبير: مبتدأ، وبنو لهب: فاعل سدّ مسدّ الخبر.
  * * *
{أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي} (فى ص ١٩٣)؛ فهذا البيت يتم به استدلال الكوفيين على جواز جعل الوصف مبتدأ وإن لم يعتمد على نفى أو استفهام، ويتم به استدلال الجمهور على جواز أن يكون مرفوع الوصف المغنى عن خبره ضميرا بارزا.
٤١ - هذا البيت ينسب إلى رجل طائى، ولم يعين أحد اسمه فيما بين أيدينا من المراجع.
اللغة: «خبير» من الخبرة، وهى العلم بالشئ «بنو لهب» جماعة من بنى نصر ابن الأزد، يقال: إنهم أزجر قوم، وفيهم يقول كثير بن عبد الرحمن المعروف بكثيره عزة.
تيمّمت لهبا أبتغى العلم عندهم ... وقد صار علم العائفين إلى لهب
المعنى: إن بنى لهب عالمون بالزجر والعيافة؛ فإذا قال أحدهم كلاما فاستمع إليه، ولا تلغ ما يذكره لك إذا زجر أو عاف حين تمر الطير عليه.
الإعراب: «خبير» مبتدأ، والذى سوغ الابتداء به - مع كونه نكرة - أنه عامل فيما بعده «بنو» فاعل بخبير سد مسد الخبر، وبنو مضاف، و «لهب» مضاف إليه «فلا» الفاء عاطفة، لا: ناهية «تك» فعل مضارع ناقص مجزوم بلا، وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف؛ واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ملغيا» خبرتك، وهو اسم فاعل فيحتاج إلى فاعل، وفاعله ضمير مستتر فيه «مقالة» مفعول به لملغ، ومقالة مضاف و «لهبى» مضاف إليه «إذا» ظرف للمستقبل من الزمان ويجوز أن يكون مضمنا معنى الشرط «الطير» فاعل بفعل محذوف يفسره المذكور بعده، والتقدير: إذا مرت الطير، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله فى محل جر