شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا تقع النكرة مبتدأ الا بمسوغ

صفحة 223 - الجزء 1

  



= ابن مالك الحميرى، لكن الثابت فى نسخة ديوان امرئ القيس بن حجر الكندى - برواية أبى عبيدة والأصمعى وأبى حاتم والزيادى، وفيما رواه الأعلم الشنتمرى من القصائد المختارة - نسبة هذا البيت لامرئ القيس بن حجر الكندى، وقال السيد المرتضى فى شرح القاموس، نقلا عن العباب، ما نصه: «هو لامرئ القيس بن مالك الحميرى، كما قاله الآمدى، ولبس لابن حجر كما وقع فى دواوين شعره، وهو موجود فى أشعار حمير» اه، ومهما يكن من شئ فقد روى الرواة قبل بيت الشاهد قوله:

أيا هند لا تنكحى بوهة ... عليه عقيقته أحسبا

اللغة: «بوهة» هو بضم الباء - الرجل الضعيف الطائش، وقيل: هو الأحمق «عقيقته» العقيقة الشعر الذى يولد به الطفل «أحسبا» الأحسب من الرجال:

الرجل الذى ابيضت جلدته. وقال القتيبى: أراد بقوله «عليه عقيقته» أنه لا يتنظف، وقال أبو على: معناه أنه لم يعق عنه فى صغره فما زال حنى كبر وشابت معه عقيقته «مرسعة» هى التميمة يعلقها مخافة العطب على طرف الساعد فيما بين الكوع والكرسوع، وقيل: هى مثل المعاذة، وكان الرجل من جهلة العرب يشد فى يده أو رجله حرزا لدفع العين أو مخافة أن يموت أو يصيبه بلاء «بين أرساغه» الأرساغ جمع رسغ - بوزن قفل - يعنى أنه يجعلها فى هذا المكان، ويروى «بين أرباقه» والأرباق: جمع ربق - بكسر فسكون - وهو الحبل فيه عدة عرى، ومعناه أنه يجعل تميمته فى حبال «عسم» اعوجاج فى الرسغ ويبس «أرنبا» حيوان معروف، وإنما طلب الأرنب دون الظباء ونحوها لما كانت تزعمه العرب من أن الجن تجتنبها؛ فمن اتخذ كعبها تميمة لم يقربه جن، ولم يؤذه سحر، كذا كانوا يزعمون وأراد أنه جبان شديد الخوف

المعنى: يخاطب هندا أخته - فيما ذكر الرواة - ويقول لها: لا تتزوجى رجلا من جهلة العرب: يضع التمائم، ويقعد عن الخروج للحروب، وفى رسغه اعوجاج ويبس، لا يبحث إلا عن الأرانب ليتخذ كعوبها تمائم جبنا وفرقا.

الإعراب: «مرسعة» مبتدأ «بين» ظرف منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وبين مضاف وأرساغ من «أرساغه» مضاف إليه، وأرساغ مضاف والضمير مضاف إليه، وجملة المبتدأ وخبره فى محل نصب نعت لبوهة فى البيت السابق،