قد يكون الخبر متعددا لمبتدأ واحد
  وقوله:
  ٥٩ - ينام بإحدى مقلتيه، ويتّقى ... بأخرى المنايا؛ فهو يقظان نائم
= وها: حرف تنبيه، وذا: اسم إشارة مبتدأ «بتى» بت: خبر المبتدأ، وبت مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «مقيظ، مصيف، مشتى» أخبار متعددة لمبتدأ واحد، وهو اسم الإشارة، والجملة من المبتدأ وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو «من» إن قدرت «من» موصولة، وفى محل جزم جواب الشرط إن قدرتها شرطية، وجملة الشرط وجوابه جميعا فى محل رفع خبر المبتدأ على تقدير من شرطية.
الشاهد فيه: قوله «فهذا بتى، مقيظ، مصيف، مشتى» فإنها أخبار متعددة لمبتدأ واحد من غير عاطف، ولا يمكن أن يكون الثانى نعتا للأول؛ لاختلافهما تعريفا وتنكيرا، وتقدير كل واحد مما عدا الأول خبرا لمبتدأ محذوف خلاف الأصل؛ فلا يصار إليه.
٥٩ - البيت لحميد بن ثور الهلالى، من كلمة يصف فيها الذئب.
اللغة: «مقلتيه» عينيه «المنايا» جمع منية، وهى فى الأصل فعيلة بمعنى مفعول من منى الله الشئ يمنيه - على وزن رمى يرمى - بمعنى قدره، وذلك لأن المنية من مقدرات الله تعالى على عباده، وقوله «فهو يقظان نائم» هكذا وقع فى أكثر كتب النحاة، والصواب فى إنشاد هذا البيت «فهو يقظان هاجع»؛ لأنه من قصيدة عينية مشهورة لحميد بن ثور، وقبله قوله:
إذا خاف جورا من عدوّ رمت به ... قصائبه والجانب المتواسع
وإن بات وحشا ليلة لم يضق بها ... ذراعا، ولم يصبح لها وهو خاشع
الإعراب: «ينام» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذئب «بإحدى» جار ومجرور متعلق بقوله ينام، وإحدى مضاف، ومقلتى من «مقلتيه» مضاف إليه، ومقلتى مضاف والضمير مضاف إليه «ويتقى» الواو عاطفة، يتقى: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذئب، والجملة معطوفة على جملة «ينام» السابقة «بأخرى» جار ومجرور متعلق بقوله يتقى «المنايا» مفعول به ليتقى «فهو» مبتدأ «يقظان» خبره «نائم» أو «هاجع» خبر بعد خبر.