شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الحرق الثاني لا وشروط أعماله عمل ليس ثلاثة

صفحة 316 - الجزء 1

  واختلف كلام المصنف فى [هذا] البيت؛ فمرة قال: إنه مؤوّل، ومرة قال: إنّ القياس عليه سائغ⁣(⁣١).

  الشرط الثانى: ألّا يتقدم خبرها على اسمها؛ فلا تقول «لا قائما رجل».

  الشرط الثالث: ألا ينتقض النّفى بإلّا؛ فلا تقول: «لا رجل إلا أفضل من زيد» بنصب «أفضل»، بل يجب رفعه.

  ولم يتعرض المصنف لهذين الشرطين.

  * * *


= أشار إليه الشارح العلامة، نقلا عن المصنف - بتأويلات كثيرة؛ أحدها: أن قوله «أنا» ليس اسما للا، وإنما هو نائب فاعل لفعل محذوف، وأصل الكلام - على هذا - «لا أرى باغيا» فلما حذف الفعل، وهو «أرى» برز الضمير المستتر، وانفصل أو يكون الضمير مبتدأ، وقوله «باغيا» حال من نائب فاعل فعل محذوف، والتقدير «لا أنا أرى باغيا»، وجملة الفعل المحذوف مع نائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ، ويكون قد استغنى بالمعمول - وهو الحال الذى هو قوله «باغيا» - عن العامل فيه الذى هو الفعل المحذوف، وزعموا أنه ليس فى هذا التأويل ارتكاب شطط ولا غلو فى التقدير؛ فإن من سنن العربية الاستغناء بالمعمول عن العامل كما فى الحال السادة مسد الخبر المفصحة عنه، كما اتضح لك ذلك فى باب المبتدأ والخبر، فافهم ذلك، والله يرشدك ويتولاك.

(١) الذى ذهب إلى أن القياس على هذا البيت سائغ، هو أبو حيان، شارح كتاب التسهيل لابن مالك؛ فإن ابن مالك قال فى التسهيل، «ورفعها معرفة نادر» فقال أبو حيان فى شرح هذه العبارة ما نصه: «قال المصنف فى الشرح (يريد ابن مالك): وشذ إعمالها فى معرفة فى قول النابغة الجعدى * وحلت سواد القلب لا أنا باغيا* البيت اه، وقد حذا المتنى حذو النابغة فقال:

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى ... فلا الحمد مكسوبا، ولا المال باقيا

والقياس على هذا سائغ عندى (والمتكلم هو أبو حيان) وقد أجاز ابن جنى إعمال لا فى المعرفة، وذكر ذلك فى كتاب التمام» اه كلام أبى حيان بحروفه.