الحرف الثالث ان وبيان اختلاف النحاة في أعماله
  وأما «إن» النافية فمذهب أكثر البصريين والفرّاء أنها لا تعمل شيئا. ومذهب الكوفيين - خلا الفرّاء - أنها تعمل عمل «ليس»، وقال به من البصريين أبو العباس المبرد، وأبو بكر بن السّرّاج، وأبو على الفارسىّ، وأبو الفتح بن جنى، واختاره المصنف، وزعم أن فى كلام سيبويه - ¦! - إشارة إلى ذلك، وقد ورد السماع به؛ قال الشاعر:
  ٨١ - إن هو مستوليا على أحد ... إلّا على أضعف المجانين
٨١ - يكثر استشهاد النحاة بهذا البيت، ومع هذا لم يذكر
قائل معين.
اللغة والرواية: يروى عجز هذا البيت فى صور مختلفة:
إحداها: الرواية التى رواها الشارح.
والثانية:
* إلا على حزبه الملاعين*
والثالثة:
* إلا على حزبه المناحيس*
«مستوليا» هو اسم فاعل من استولى، ومعناه كانت له الولاية على الشئ وملك زمام التصرف فيه «المجانين» جمع مجنون، وهو من ذهب عقله، وأصله عند العرب من خبله الجن، والمناحيس فى الرواية الأخرى: جمع منحوس، وهو من حالفه سوء الطالع.
المعنى: ليس هذا الإنسان بذى ولاية على أحد من الناس إلا على أضعف المجانين.
الإعراب: «إن» نافية تعمل عمل ليس «هو» اسمها «مستوليا» خبرها «على أحد» جار ومجرور متعلق بقوله «مستوليا» السابق «إلا» أداة استثناء «على أضعف» جار ومجرور يقع موقع المستثنى من الجار والمجرور السابق، وأضعف مضاف، و «المجانين» مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله «إن هو مستوليا» حيث أعمل «إن» النافية عمل «ليس» فرفع بها الاسم الذى هو الضمير المنفصل، ونصب خبرها الذى هو قوله «مستوليا».