الحرف الرابع لات واعماله هو مذهب الجمهور
  وذكر ابن جنى - فى المحتسب - أن سعيد بن جبير - ¥! - قرأ {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ} بنصب العباد.
  ولا يشترط فى اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين، بل تعمل فى النكرة والمعرفة، فتقول: «إن رجل قائما، [وإن زيد القائم]، وإن زيد قائما».
  * * *
  وأما «لات» فهى «لا» النافية زيدت عليها تاء التأنيث مفتوحة؛ ومذهب الجمهور أنها تعمل عمل «ليس»؛ فترفع الاسم، وتنصب الخبر، لكن اختصت بأنها لا يذكر معها الاسم والخبر معا، بل [إنما] يذكر معها أحدهما، والكثير فى لسان العرب حذف اسمها وبقاء خبرها، ومنه قوله تعالى: {وَلاتَ حِينَ مَناصٍ} بنصب الحين؛ فحذف الاسم وبقى الخبر، والتقدير «ولات الحين حين مناص» فالحين: اسمها، وحين مناص خبرها، وقد قرئ شذوذا {وَلاتَ حِينَ مَناصٍ} برفع الحين على أنه اسم «لات» والخبر محذوف، والتقدير «ولات حين مناص لهم» أى: ولات حين مناص كائنا لهم، وهذا هو المراد بقوله: «وحذف ذى الرّفع - إلى آخر البيت».
  وأشار بقوله: «وما للات فى سوى حين عمل» إلى ما ذكره سيبويه من أن
= عاطفة، ويخذل: فعل مضارع مبنى للمجهول، معطوف على يبغى، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على المرء، والألف للاطلاق.
الشاهد فيه: قوله «إن المرء ميتا» حيث أعمل «إن» النافية عمل «ليس» فرفع بها ونصب، وفى هذا الشاهد مثل ما فى الشاهد السابق من وجوه الاستنباط التى ذكرناها.