شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

اسم المصدر وعمله، والشاهد لذلك

صفحة 98 - الجزء 2

  فـ «أعداءه»: منصوب بـ «النّكاية»، و «عروة» منصوب بـ «التّأبين» و «مسمعا» منصوب بـ «الضّرب».

  * * *

  وأشار بقوله: «ولاسم مصدر عمل» إلى أنّ اسم المصدر قد يعمل عمل الفعل، والمراد باسم المصدر: ما ساوى المصدر فى الدلالة⁣(⁣١) [على معناه]، وخالفه بخلوّه - لفظا وتقديرا - من بعض ما فى فعله دون تعويض: كعطاء؛ فإنه مساو لإعطاء معنى، ومخالف له بخلوه من الهمزة الموجودة فى فعله، وهو خال منها لفظا وتقديرا، ولم يعوّض عنها شئ.

  واحترز بذلك مما خلا من بعض ما فى فعله لفظا ولم يخل منه تقديرا؛ فإنه


(١) اعلم أولا أن العلماء يختلفون فيما يدل عليه اسم المصدر؛ فقال قوم: هو دال على الحدث الذى يدل عليه المصدر، وعلى هذا يكون معنى المصدر واسم المصدر واحدا، وقال قوم: اسم المصدر يدل على لفظ المصدر الذى يدل على الحدث؛ فيكون اسم المصدر دالا على الحدث بواسطة دلالته على لفظ المصدر، وعلى هذا يكون معنى المصدر ومعنى اسم المصدر مختلفا، واعلم ثانيا أن المصدر لا بد أن يشتمل على حروف فعله الأصلية والزائدة جميعا: إما بتساو مثل تغافل تغافلا وتصدق نصدقا، وإما بزيادة مثل أكرم إكراما وزلزل زلزلة، وأنه لا ينقص فيه من حروف فعله شئ، إلا أن يحذف لعلة تصريفية، ثم تارة يعوض عن ذلك المحذوف حرف فيكون المحذوف كالمذكور نحو أقام إقامة ووعد عدة، وتارة يحذف لفظا لا لعلة تصريفية ولكنه منوى معنى نحو قاتل قتالا ونازلته نزالا، والأصل فيهما قيتالا ونيزالا، وقد أوضح لك الشارح ذلك.

فإن نقص الدال على الحدث عن حروف فعله ولم يعوض عن ذلك الناقص ولم يكن الناقص منويا كان اسم مصدر، نحو أعطى عطاء وتوضأ وضوءا وتكلم كلاما وأجاب جابة وأطاع طاعة وسلم سلاما وتطهر طهورا.

وإن كان المراد به اسم الذات مثل الكحل والدهن فليس بمصدر، ولا باسم مصدر، وإن اشتمل على حروف الفعل، وقد اتضح لك من هذا البيان اسم المصدر اتضاحا لا لبس فيه.