شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا تتقدم من الجارة للمفضول على افعل التفضيل، الا ان يكون مجرورها اسم استفهام، وندر في غير ذلك

صفحة 186 - الجزء 2

  [التقدير: وأن لا شئ أكسل منهن]، وقوله:

  ٢٨٤ - إذا سايرت أسماء يوما ظعينة ... فأسماء من تلك الظّعينة أملح

  التقدير: فأسماء أملح من تلك الظعينة.

  * * *


= الوجهين يكون خبر لا محذوفا، وهذا متعين على لغة طيئ «غير» أداة استثناء «أن» حرف توكيد ونصب «سريعها» سريع: اسم أن، وسريع مضاف وها مضاف إليه «قطوف» خبر أن «وأن» الواو عاطفة، أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير شأن محذوف «لا شئ» لا: نافية للجنس، وشئ: اسم لا «منهن» جار ومجرور متعلق بقوله أكسل الآتى «أكسل» خبر لا، والجملة من «لا» واسمها وخبرها فى محل رفع خبر «أن» المخففة من الثقيلة.

الشاهد فيه: قوله «منهن أكسل» حيث قدم الجار والمجرور المتعلق بأفعل التفضيل عليه، مع كون المحرور ليس استفهاما ولا مضافا إلى الاستفهام، وذلك شاذ، وتقدم مثله.

٢٨٤ - هذا البيت لجرير بن عطية، من كلمة له مطلعها:

أجدّ رواح البين أم لا تروّح؟ ... نعم كلّ من يعنى بجمل مبرّح

اللغة: «سايرت» جارت، وباهت «يوما» المراد به مجرد الوقت، نهارا كان ذلك أم ليلا «ظعينة» أصله الهودج تكون فيه المرأة، ثم نقل إلى المرأة فى الهودج بعلاقة الحالية والمحلية، ثم توسعوا فيه فأطلقوه على المرأة مطلقا: راكبة، أو غير راكبة، ويروى بيت الشاهد هكذا:

إذا سايرت أسماء يوما ظعائنا ... فأسماء من تلك الظّعائن أملح

المعنى: يقول: إن أسماء فى غاية الملاحة وتمام الحسن، ولو أنها باهت بجمالها امرأة أخرى فى وقت أى وقت لبدا تفوقها عليها، وظهر أنها خير منها ملاحة وأعظم جمالا.