مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

كتاب الرد على المجبرة القدرية

صفحة 273 - الجزء 1

  خلاف⁣(⁣١) قولكم، ويبطل ما لفظتم به؛ لأنه يقول: {وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٨}، فذكر أنهم يكذبون عليه فيما قالوا إنه منزل هذا الباطل وجاعله، فشهد عليهم سبحانه بالكذب [عليه]⁣(⁣٢) في ذلك، وأنتم تشهدون لهم بالصدق في قولهم⁣(⁣٣)؛ لأنكم تزعمون أن كل فعل منهم فمن الله لا منهم، وبقضائه لا بفعلهم، وفي ذلك والقول به ما به الكفر بالله والشرك.

  وإن قالوا: هو كما قال الله من عندهم، وهو كذب منهم، والله منه بريء - رجعوا إلى الحق وقالوا في الله [سبحانه⁣(⁣٤)] بالعدل.

  ومما يُسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ٦٩}⁣[الأحزاب]، أفتقولون: إن موسى # كان بريئاً مما قالوا به فيه، وكذبوا عليه سبحانه بأنه شهد لموسى بالبراءة، وقالوا هم: ليس ببريء، ومن شهد بالبراءة لغير بريء فهو فاسق غوي، والله عن شهادة الزور فمتعال⁣(⁣٥) عليّ.

  فإن⁣(⁣٦) قالوا: إن موسى # بريء من ذلك، وإن الله صادق فيما شهد له به - آمنوا ورجعوا إلى الحق وقالوا في الله بالصدق والعدل.

  وإن قالوا: بل الله الذي قضى عليهم بأذية موسى # - فقد زعموا أن الله المتولي أذية نبيه⁣(⁣٧) صلى الله عليه، وقضى عليهم بالقذف له، وفي هذا إبطال ما


(١) في (ب، هـ): بخلاف.

(٢) زيادة من (ب، هـ).

(٣) في (ب، هـ): قولكم.

(٤) من (ب، هـ).

(٥) في (ب، ج): متعال.

(٦) في (ب، هـ): وإن.

(٧) في (ب) بدل أذية نبيه: لأذية موسى.