كتاب الرد على المجبرة القدرية
  خلاف(١) قولكم، ويبطل ما لفظتم به؛ لأنه يقول: {وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٨}، فذكر أنهم يكذبون عليه فيما قالوا إنه منزل هذا الباطل وجاعله، فشهد عليهم سبحانه بالكذب [عليه](٢) في ذلك، وأنتم تشهدون لهم بالصدق في قولهم(٣)؛ لأنكم تزعمون أن كل فعل منهم فمن الله لا منهم، وبقضائه لا بفعلهم، وفي ذلك والقول به ما به الكفر بالله والشرك.
  وإن قالوا: هو كما قال الله من عندهم، وهو كذب منهم، والله منه بريء - رجعوا إلى الحق وقالوا في الله [سبحانه(٤)] بالعدل.
  ومما يُسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ٦٩}[الأحزاب]، أفتقولون: إن موسى # كان بريئاً مما قالوا به فيه، وكذبوا عليه سبحانه بأنه شهد لموسى بالبراءة، وقالوا هم: ليس ببريء، ومن شهد بالبراءة لغير بريء فهو فاسق غوي، والله عن شهادة الزور فمتعال(٥) عليّ.
  فإن(٦) قالوا: إن موسى # بريء من ذلك، وإن الله صادق فيما شهد له به - آمنوا ورجعوا إلى الحق وقالوا في الله بالصدق والعدل.
  وإن قالوا: بل الله الذي قضى عليهم بأذية موسى # - فقد زعموا أن الله المتولي أذية نبيه(٧) صلى الله عليه، وقضى عليهم بالقذف له، وفي هذا إبطال ما
(١) في (ب، هـ): بخلاف.
(٢) زيادة من (ب، هـ).
(٣) في (ب، هـ): قولكم.
(٤) من (ب، هـ).
(٥) في (ب، ج): متعال.
(٦) في (ب، هـ): وإن.
(٧) في (ب) بدل أذية نبيه: لأذية موسى.