مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

مقدمة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #

صفحة 36 - الجزء 1

  ومتابعة أبي حنيفة للإمام الأعظم زيد بن علي @ مشهورة.

  قال السيوطي في تاريخ الخلفاء صفحة (٢٤٣) طبعة سنة ١٤٠٨ هجرية: وفي سنة (٤٥) كان خروج محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب إلى قوله: وآذى المنصور خلقاً من العلماء ممن خرج معهما، أو أمر بالخروج، قتلاً وضرباً وغير ذلك، منهم أبو حنيفة وعبدالحميد بن جعفر، وابن عجلان. وممن أفتى بجواز الخروج مع محمد على المنصور مالك بن أنس |. انتهى.

  هذا، فكيف ينسب المبتدعون ذلك إلى ورثة الكتاب والسنة، وكل إمام منهم $ يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله ÷ كلَّ من بلغته الدعوة، ومؤلفاتهم مشحونة بالأدلة على وجوب اتباع الأدلة، ولكن لا بد لكل مبتدع من دعوى، كلمة حق يراد بها باطل، أو تلفيق شبهة زيغ يستهوي بها الجاهل الغافل، وهذا هو لبس الحق بالباطل، الذي ينهى عنه الملك العادل، بأمثال قوله ø: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}⁣[البقرة: ٤٢].

  ولهذا تعين البيان بحسب الإمكان؛ لما أخذ الله تعالى من الميثاق في منزل الفرقان، وسنة سيد ولد عدنان، ولسنا والحمد لله نستنكر من غلبة الباطل وكثرة أهله، ولا نستوحش لانقباض الحق وقلة حزبه، فإن سنة الله ø في عباده، وعادته المستمرة في بلاده، التخلية بين خلقه في هذه الدار، ليتمكن الجميع من الاختيار، وقد أخّر الجزاء لدار القرار، واقتضت حكمته الربانية قبض الدنيا عن خاصة أوليائه، وانزواءها عن خلاصة أصفيائه؛ ليكون الاتباع لخالص الدين، والطاعة لمحض اليقين.

  وتالله لقد غرست في صدور المتمردين شجرات، يجتنى من زيغها وضلالها ثمرات، ولله حكمة بالغة، وربنا الرحمن المستعان على ما يصفون.

  وعلى كل حال فحزبه المنصورون وإن قُهروا، وجنده الغالبون وإن غُلبوا، كما قصه ø في الكتاب المبين {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}⁣[الأعراف: ١٢٨]، وقد قال عمار