مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[الأدلة على أن مرتكب الكبيرة لا يسمى مؤمنا]

صفحة 132 - الجزء 1

  عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[النور: ١ - ٢].

  وقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}⁣[التوبة: ١٢٨]، فلو كان مؤمنا⁣(⁣١) لكان النبي بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً.

  وقال ø: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}⁣[النور: ٣] فلم يُسَمِّ الزاني مؤمناً ولا الزانية مؤمنة.

  وقال رسول اللّه ÷: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، فإن تاب يتوب اللّه عليه»⁣(⁣٢).


(١) يعني فلو كان الزاني مؤمناً لكان النبي ÷ به رؤوفاً رحيماً، والله قد قال لنبيه في الزاني: {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ}⁣[النور: ٢]، فهذا دليل على خروج الزاني من أن يسمى مؤمناً.

(٢) رواه الإمام الناصر الأطروش في البساط ٦٥، وأخرجه الإمام المرشد بالله في الأمالي (١/ ٣٠ - ٣٢ - ٣٦) عن أبي هريرة بزيادة: (ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو يؤمن والتوبة معروضة)، وأخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي عن أبي سعيد الخدري ص ٤٠٤ في الطبعة الأولى في الباب الخمسون بلفظ: (لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن) قيل: يا رسول الله، كيف يصنع إذا واقع شيئاً من ذلك؟ قال: (إن راجع التوبة راجع الإيمان، وإن لم يتب لم يكن مؤمناً).

وأخرجه البخاري (٨/ ٢٩٠ - ٢٩٣)، ومسلم في كتاب الإيمان باب نقص الإيمان بالمعاصي (٢/ ٤١ - ١٠٠)، وأبو داود (٤/ ١٢٢) برقم (٤٦٨٩)، والترمذي (٥/ ١٧) برقم (٢٦٢٥)، والنسائي (٨/ ٣١٣)، وأحمد (٢/ ٣٧٦) والبيهقي (١/ ١٨٦) وابن ماجه (١/ ١٢٩٩) برقم (٣٩٣٦) والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٤٦) وأبو نعيم (٣/ ١٦٤) وعبد الرزاق (٧/ ١١٤) والدارمي (٢/ ١١٥) وأبو يعلى (١١/ ١٨٨) رقم (٦٢٩٩) وأبو عوانة (١/ ١٩) وابن حبان (١/ ٤١٤) رقم (١٨٦) والحميدي (٢/ ٤٧٨) رقم (١١٢٨).