مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[تسمية أهل النفاق وصفاتم وجزاءهم]

صفحة 169 - الجزء 1

  كفر بأمر اللّه تعالى وأمر رسوله ÷، ففسق عن أمر ربه، فكان كفره كفر إبليس حين أبى أن يسجد لآدم صلى اللّه عليه، وهو مُصَدِّقٌ بالله تعالى يعلم أن اللّه تعالى هو الواحد القهار، ويعلم حين قال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}⁣[الأعراف: ١٢]، وقال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}⁣[ص: ٨٢] وقال: {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا}⁣[الإسراء: ٦٢] فَصَدَّق بأمر ربه تبارك وتعالى كلّه لم يجحد شيئاً منه، غير أنه عصى معصية لم يتب إلى اللّه تعالى منها، فلعنه وغضب عليه وجعله من الكافرين بغير جحود بالله تعالى.

[تسمية أهل النفاق وصفاتم وجزاءهم]

  وسلهم عن المنافقين: ما يسمونهم، أكفار أم مشركون؟ فإنهم سيقول لك: مشركون، فتراهم قد جحدوا ما أنزل اللّه تعالى وخالفوا قول اللّه تعالى؟

  قال اللّه تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ}⁣[التوبة: ٥٦].

  وقال اللّه تبارك وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ١٤٢ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}⁣[النساء: ١٤٢ - ١٤٣] فأبى اللّه تعالى أن يجعلهم من المؤمنين، وأبى أن يجعلهم من المشركين، وأخبر أهل البدع والباطل وشهدوا أنهم مشركون، ليقيموا بذلك خصومهم، فلا أحد من أهل القبلة أشد مخالفة لكتاب اللّه تعالى منهم.

  فإنهم سيقولون: فَلِمَ يرث بعضهم بعضاً؟

  فقل: ذلك بأنه كانت تجري عليهم أحكام محمد ÷، وقد