[مقتل طلحة والزبير]
[مقتل طلحة والزبير]
  ثم انطلق المسلمون من المهاجرين والأنصار فَتَشَاوَرُوا، فبايعوا علي بن أبي طالب ~ طائعين غير مكرهين، راضين غير ساخطين، كلهم من المهاجرين والأنصار، والذي اتبعوهم بإحسان، حتى نَكَثَ بيعتة رجالٌ من المهاجرين من غير حَدَثٍ، ما نقموا منه غيرَ العدِل في القضيةِ، والقَسْمِ بالسَّوِيَّةِ، وذلك أن طلحة والزبير أتيا ومعهما موليان لهما، وحضر العطاء فأعطاهما أمير المؤمنين علي ~ وأعطى الموليين كما أعطا السيدين فغضب طلحةُ والزبير فنكثا البيعة، وأنشأا الحرب له، فَجَدَّ في قتالهما حتى نصره اللّه تعالى، فقُتِلا ناكثَيْن.
  أما طلحة فرماه مروانُ بن الحكم(١) بسهم أصابه عند أصل السَّاق فنزفه الدم حتى مات، وفي ذلك يقول مروان بن الحكم - لعنهما الله تعالى:
  شفيت غليلاً كان في الصَّدر كالشًّجَى ... بقتليَ قَتَّال ابن عَفَّان عثمانا
  وما إن أبالي بعد قتلي طلحةً ... قتلت بعثمان بن عفان إنسانا
  وأما الزبير بن العوام فإنه قَتَلَهُ رجلٌ من تميم يقال له: عمرو بن
  جرموز، نظر إليه فاراً فتبعه حتى قَتَلَهُ، وفي ذلك يقول عُمَرو:
  أتيت علياً برأس الزبير ... وقد كنت أرجو به الزَّلَفَة
  فَبشر بالنار قبل العَيانِ ... فبئس التَّحِيَّةِ والتُّحَفَة
  لَقتل الزبير ومثل الزبير ... كظرطة عنز بذي الجحفة
(١) مروان بن الحكم بن العاص الأموي، طريد رسول الله ÷ طرده من المدينة هو وأبوه، كان شديد البغض والمعاداة لأمير المؤمنين # ولأهل البيت، ولاه معاوية على المدينة، وتولى الخلافة بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية، هلك سنة (٦٥ هـ).