[استحقاق أهل القبلة العذاب بالكبائر]
  حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}[يونس: ١٠٢ - ١٠٣].
  وقال اللّه تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}[الأنبياء: ١٠٣].
  فمن زعم أن المؤمنين يخافون أو يعذبون يوم القيامة، ركب هواه وهوى غيره من السفهاء من الناس، والحجة غير القرآن(١).
[استحقاق أهل القبلة العذاب بالكبائر]
  ومن زعم منهم أنه من صلى إلى القبلة أدخله اللّه تعالى الجنة على كل أمر يعمل به من معاصي اللّه، استخف بحق القرآن، ولم يشفه القرآن، وغره أماني الشيطان فإن اللّه تعالى قال لقوم: {وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}[الحديد: ١٤] والغرور: هو الشيطان.
  وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}[الإسراء: ٨٢]
  وإنهم يحتجون بهذه الآية التي في سورة البقرة: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ١٣٦ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: ١٣٦ - ١٣٧]، فمن آمن بهذه الآية فقد اهتدى كما قال اللّه تعالى، ولا يخرجه من الهدى إلاَّ المعاصي التي أوجب اللّه تعالى عليها النار، ولعن الذين يعملون بها.
(١) أي وحجته التي يحتج بها في زعمه وقوله غير القرآن، بل يردها القرآن، وكل قول خالف القرآن وجب رده ومخالفته.