مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق
  الحمد لله ذي الآلاء الغامرة، والنعم المتظافرة، والمنن المتواترة، والألطاف الباطنة والظاهرة، نحمده حمداً يوجب المزيد من إحسانه، فله الحمد أولاً وآخراً، وباطناً وظاهراً.
  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة راغمة لأنوف الملحدين، داحضة لشبه الجاحدين، هاشمة لعقائد المنحرفين، المختص بصفات الكمال، المنزه عن النقصان والزوال.
  ونشهد أن محمداً عبده المنتجب، ورسوله المرتضى، أرسله رحمة وهدى للعالمين، وبشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، وبعد:
  فإن التاريخ الإسلامي مليء بالشخصيات العظيمة التي خلّد التاريخ ذكرها، وكتبها في سطور صفحاته المشرقة، ومن ألمع وأعظم الشخصيات التي عرفها التاريخ الإسلامي، وتخلد ذكرها على مر الأزمنة والعصور، شخصية رائد من رواد الفكر والعقيدة الإسلامية، وقائد من قواد الحركة الفكرية والعسكرية، هو: الإمام الأعظم، الشهيد الأكرم، زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $.
  الذي بهر التاريخ علماً وفضلاً وورعاً وزهداً وشجاعةً ونبلاً وفصاحةً وبلاغةً وسياسةً وتضحيةً وفداءً، وكان صاحب فكر وعقيدة، ورائد حركة، وقائد ثورة، ورئيس عصابة مؤمنة مرضية، وإمام فرقة إسلامية، ومحرر أمة من أسر الظلم، ومن قيود التقليد والعصبية.