مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[الإيمان الثابت والبرآءة من الفساق]

صفحة 161 - الجزء 1

  فأرادوا أن يأخذ أموالهم، فلم يستطيعوا، فذهب الخمسة إلى عشرة من الأكراد فوالوهم، فشاركوهم على قتال المسلمين فيأخذوا أموالهم، فدعاهم المسلمون إلى اللّه تعالى ورسوله ÷ وإلى كتابه الكريم وإلى أن يكونوا معهم على قتال الأكراد، فأبوا عليهم وقاتلوا - مع الأكراد - المسلمين حتى قتلوهم وأخذوا أموالهم فاقتسموها هم والأكراد.

  فسلهم عن هؤلاء الخمسة الرهط حين تولوا عن طاعة اللّه تعالى، وقتلوا المسلمين مع الأكراد، أمن المؤمنين هم، أم هم [ليسوا] من اللّه في شيء؟

  فإن قالوا: نعم، كانوا من الذين سعوا في آيات اللّه معاجزين، والمعاجزون: المشاقون؛ لأنهم تركوا قول اللّه تبارك وتعالى وأخذوا بالظن والشبهات.

[الإيمان الثابت والبرآءة من الفساق]

  واعلم أنه من كان له إيمان عند اللّه ثابت مثل إيمان النبيين صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين كان من رفقائهم، إن اللّه تعالى يقول: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا}⁣[النساء: ٦٩].

  ولكن أهل البدع خصمهم أهل الحق بالقرآن حتى لبسوا عليهم أمرهم، وَظَهَرُوا عليهم بكتاب اللّه تعالى.

  وإن أهل البدع والباطل إذا ذكر لهم فاسق من أهل القبلة ممن يعمل بالمعاصي التي أوجب اللّه تعالى بها النار، فشهد عليه المسلمون أنه إذا أدخله اللّه النار كان كافراً، وبرئ أن يكون مؤمناً؛ يقولون: فإن الله تعالى يقول: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٢ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٣ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ ٤ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٥ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}⁣[الكافرون: ١ - ٦]،