[السور التي فيها ذم الكثرة]
ومن سورة الأنفال
  قوله تعالى لأمة محمد ÷ في المهاجرين والأنصار: {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ٥ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ٦}، ولم يخاطب اللّه تعالى بهذا المؤمنين الذين استكملوا الإيمان لأنهم لا يجادلون النبي ÷ في الحق، ولكنهم مضوا على ما أمرهم اللّه تعالى ورسوله ÷.
  وقال اللّه تعالى: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} (٣٤): وهم الأقلّون وأولياء الشيطان هم: الأكثرون.
ومن سورة التوبة
  قال اللّه ø: {لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ٨}.
  وقال اللّه تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} (٢٥)، فأخبر اللّه محمداً ÷ أن الكثرة لا تغني شيئاً، وأن أهل القلة في كل أمر ممدوحون.
  وقال اللّه تعالى: {وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ٢٥}.
  قال أمير المؤمنين أبو الحسين زيد بن علي #: وكانوا فيما بلغنا والله أعلم اثني عشر ألف رجل، ثم قال: {ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (٢٦)، وهم الذين ثبتوا مع رسول اللّه ÷ يوم حنين وكانوا سبعة نفر من بني هاشم وبعضهم من الأنصار، منهم: العباس بن عبد المطلب أخذ لجام بغلة رسول اللّه ÷، وأبو سفيان بن الحارث