مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[الحسن والحسين $ وأبناؤهما ذرية رسول الله ÷]

صفحة 235 - الجزء 1

  غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}⁣[الأحزاب: ٥٣]، إنما يريد اللّه جل ثناؤه بهؤلاء الآيات في البيوت، والأذن المسكن من البيوت.

  وأما الآية التي ذكر اللّه فيها التطهير فإنما هو بيت النبي صلى اللّه عليه أهله وذريته، وإنما قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}⁣[الأحزاب: ٣٣] ولم يقل إنما يريد اللّه ليذهب عنكنَّ الرِّجْسَ.

  ثم قال: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ}⁣[الأحزاب: ٢٣] فلم يُفَضِّلهن على أحد من النساء بآبائهن، ولا بأمهاتهن، ولا بعشيرتهن، ولكن إنما جعل اللّه الفضل لهن لمكانتهن من النبي ÷، فكيف لا يكون لأهل بيته الفضل على بيوت المسلمين، ولورثته على ورثتهم، ورسول اللّه ÷ هو جدنا، وابن عمه المهاجر معه أبونا، وابنته أمنا، وزوجه أفضل أزواجه جدتنا، فمن أهل الأنبياء إلا من نزل بمنزلتنا من نبينا صلى اللّه عليه وآله، والله المستعان.

[الحسن والحسين $ وأبناؤهما ذرية رسول الله ÷]

  وقال اللّه تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}⁣[الرعد: ٣٨] وكذلك فعل اللّه به ÷ جعل له أزواجاً وذرية، ثم بين ذلك في الكتاب حين أمره أن يُبَاهِلَ النصارى في عيسى بن مريم صلى اللّه عليه، فقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٥٩ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنْ الْمُمْتَرِينَ ٦٠ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}⁣[آل عمران: ٥٩ - ٦١]،