مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[معنى قوله تعالى: {دحاها}]

صفحة 344 - الجزء 1

[معنى قوله تعالى: {دَحَاهَا}]

  أخبرنا العلوي قال: حدثنا ابن النجار، قال: أخبرنا إسحاق بن محمد المقري وعبد العزيز بن يحيى الجلوذي قالا: أخبرنا محمد بن سهل، قال: حدثني عبدالله، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلا، قال: سمعت رجلاً سأل زيداً # عن قول الله جل ثناؤه: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠}⁣[النازعات]، كيف جاز أن يقول: والأرض بعد ذلك دحاها والأرض قبل السماء خلقها لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}⁣[البقرة: ٢٩].

  قال الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام -: المعنى في ذلك على وجهين: أن تكون بعد في معنى مع وقد قال الله ø: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ١٣}⁣[القلم]، وإنما هو مع ذلك، ويقول الرجل للرجل يسابّه: هو أحمق بخيل وبعد هذا لئيم الحسب، أي مع هذا.

  وأنشد الهذلي:

  حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض

  يريد أن خراشاً نجا قبل عروة.

  ووجه آخر: أن يكون خلق الأرض ولم يدحها، فلما خلق السماء دحا الأرض بعدها، أي بسطها، ودحاها: بسط ومَدَّ وذلك في كلام العرب.

  قالوا: دحى يدحو، ودحيت أدحي لغة.

  وقال أمية بن الصلت:

  دار دَحَاها ثم أعمرَ أرضَها ... وأقامَ في الأُخْرَى التي هي أمْجَدُ