[في بيان الحجة]
  عن السدي، أن أبا الحسين زيد بن علي قال:
[في بيان الحجة]
  هذا قولُ مَنْ خاف مقام ربه واختار لنفسه ولدينه، وأطاع اللّه ورسوله ÷، واجتنب الشكَّ واعتزل الظنَّ، والدَّعَوَى، والأهواء، والشُّبُهَات، والرأي، والقياس، وأخذ عند ذلك بالحق من طاعة اللّه وطاعة رسوله ÷: بالحُجَّةِ البالغة، والثِّقَةِ واليقين، فاحتج بذلك على من خالفه بخلاف الحق، ويرى الواجبَ: ما جاء به الرسول صلى اللّه عليه وعلى أهل بيته وسلم، وأصحابه البدريين من كتاب الله وسنة نبيئه ÷، وما اجتمعت عليه الأمة بعد الرسول ÷، مِنْ كِتَابِ اللّه تعالى وسُنَّة نبيه صلى اللّه عليه وعلى أهل بيته وسلم، وتركنا ما قالت الأمَّةُ برأيها، فليس ما قالت الأمَّةُ برأيها فاختلفت فيه بثَقَة ولا يقين ولا حُجَّة(١)، لأن الرأي قد يخطئ ويصيب، وما كان(٢) يخطئ مرة ويصيب مرة فليس بحجة ولا يقين ولا ثقة.
  وذلك أن الأمة اجتمعت على أن النبي ÷ وأصحابه البدريين اجتمعوا يوم بدر، حيث شاورهم النبي ÷ في أسرى أهل بدر، فاتفق رأيهم ورأي النبي ÷ أن يقبلوا الفداء من الأسارى، وكان ذلك الرأي من النبي صلى اللّه عليه وآله وأصحابه البدريين صواباً، وقد كان خطأً عند اللّه ø، حتى نزَّل على نبيه ÷: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٦٧ لَوْلَا
(١) في نسخة أنوار اليقين: (فاختلفت فيه بلا فقه ولا يقين ولا حجة).
(٢) في نسخة أنوار اليقين: فما كان.