مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

(3) من دعائه على الظالمين بعد رجوعه من الشام وقبل أن يخرج بأيام قليلة:

صفحة 393 - الجزء 1

  ثم أتى قبرَ رسول اللّه ÷ فصلى إلى جَنْبِه، ثم انصرف من صلاته فقال: السَّلام عليك يارسول اللّه، السلام عليك يانبي اللّه، السلام عليك ياخيرة الأنبياء وأشرف الرسل، السلام عليك ياحبيب اللّه، هذا آخر عهدي بمدينتك، وآخر عهدي بقبرك ومنبرك، أخْرِجْتُ يا أبَهْ كارهاً، وسِرْتُ في البلاد أسيراً يارسول اللّه، وإني سائلك الشفاعة إلى اللّه ø، وأن يُؤَيِّدَنِي بِثِقَةِ اليقين، وعِزِّ التقوى، وأن يختم لي بشهادة تلحقني بآبائي الأكرمين وأهلي الطاهرين.

(٣) من دعائه على الظالمين بعد رجوعه من الشام وقبل أن يخرج بأيام قليلة:

  قال الإمام المرشد بالله حدثنا الشريف أبو عبدالله العلوي: حدثنا أبو عبدالله محمد بن سهل العطار، قال: حدثني عبدالله بن محمد الواعظ، قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن العلا، قال: حدثني أبي أنه سمع أبا الحسين زيد بن علي @ يقول في دعائه:

  اللَهُمَّ وقد شَمَلَنا زَيْغُ الفتنِ، واستولت علينا غَشْوَةُ الحَيْرَةِ، وقَارَعَنَا الذلُّ والصَّغَارُ، وحكم علينا غيرُ المأمونين على دِينِك، وابْتَزَّ أمورَنَا من نَقَّصَ حكمَك وسعى في إتلافِ عبادِك، وعَادَ فَيُّنا دُوْلَةً، وإمَامَتُنَا غَلَبَةً، وعَهْدُنَا مِيراثاً بين الفَسَقَةِ، واشْتُرِيَتِ الملاهي بِسَهْمِ اليتيم والأرْمَلةِ، ورَتَعَ في مال اللّه من لايَرْعَى له حُرْمَةً، وحكم في أَبْشَار المؤمنين أهلُ الذِّمة، وتولى القيامَ به فاسقُ كلِّ مَحَلَّةٍ، فلا ذائدٌ يذودهم عن هَلَكَةٍ، ولا رادعٌ يردعهم عن إرادتهم المَظْلِمَةِ، ولارَاعٍ ينظرُ إليهم بِعَيْنِ الرَّحمْة، ولا ذو شفقة يشفي ذاتَ الكبدِ الحَرَّاء من مَسْغَبَةٍ، فهم هؤلاء صَرْعَى ضَيْعَةٍ، وأسرى مَسْكَنَةٍ، وحُلَفَاء كآبةٍ وذِلَّةٍ.

  اللَهُمَّ وقد اسْتَحْصَدَ زرعُ الباطلِ وبلغ نهايَتَه، واستغلظ عَمُودُهُ وخَرِفَ وليدُه،