مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[كلام الشامي في مدح الكثرة وذم القلة]

صفحة 253 - الجزء 1

  الإمام أبي الحسين زيد بن علي @ فجاشت كلومهم⁣(⁣١)، وجاؤا معهم برجل قد انقاد له أهل الشام في البلاغة والبُصْر بالحجج، فجمعوا بينه وبين الإمام زيد بن علي #.

  قال خالد بن صفوان: وكنت قد لقيت زيد بن علي @ قبل ذلك فقلت له: أصلحك اللّه أحب أن تكلم لي الشاميين.

[كلام الشامي في مدح الكثرة وذم القلة]

  قال: فتكلم الشامي؛ فذكر رسول الله ÷، وذكر أبا بكر وعمر وعثمان وذكر أنهم ولاة هذا الدين، وأن الجماعة كانت معهم، وأن أهل الجماعة هم حجة اللّه على خلقه، وأن أهل القلة هم أهل البدع والضلالة، وأنه لم تكن جماعة إلا كانوا هم أهل الحق، حتى قتل عثمان فخرج علي بن أبي طالب باغياً مفرقاً للجماعة، حتى هاجت الفتنة فاقتتلوا حتى رُدَّ هذا الأمر إلى أهل بيت هذا الخليفة المظلوم عثمان - يعني بني أمية.

[جواب الإمام زيد على الشامي]

  قال: فحمد اللّه تعالى زيد بن علي - عليه الصلاة والسلام - وأثنى عليه، وصلى على رسوله ÷. ثم تكلم بكلام ما سمعنا قرشياً ولا عربياً، أبلغ في موعظة، ولا أوضح حجة، ولا أفصح لهجة منه.

  ثم قال: ذكرت الجماعة وزعمت أنه لم تكن جماعة قط إلا كانوا هم أهل الحق، والله تعالى يقول في كتابه: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}⁣[ص: ٢٤]


(١) الجأش: رُواع القلب إذا اضطرب عند الفزع، وجأشت نفسه: ارتفعت من حزن أو فزع. تمت قاموس، والكلوم: جمع كلمْ، بالسكون؛ وهو الجرح، تمت قاموس.