مقتله #
مقتله #
  وثبتَ الإمام # في أصحابه، فلما كان جنح الليل وقد أصيب # بثلاث عشرة نشابة، إذْ رُمي بسهم فأصاب جانب جبينه الأيسر فخالط دماغه حتى خرج من قفاه، فقال: (الشهادة في الله، والحمد لله الذي رزقنيها)، ثم رجع ورجع أصحابه، وأهل الشام لا يظنون أنهم رجعوا إلا للمساء.
  فحُمل # إلى دور أرحب وشاكر، وانطلق ناس من أصحابه فجاءوا بطبيب يقال له سفيان.
  ثم نادى # وقال: ادعوا لي يحيى، فدعوناه، فلما دخل جمع قميصه في كفّه، وجعل يمسح الكرب عن وجه أبيه، وقال: أبشر يا ابن رسول الله، تقدم على رسول الله ÷ والحسن والحسين وخديجة وفاطمة وهم عنك راضون.
  فقال: صدقتَ يا بني فما في نفسك؟
  قال: أن أجاهد القوم والله إلا أن لا أجد أحداً يعينني.
  قال: نعم يا بنيّ جاهدهم، فوالله إنك لعلى الحق وهم على الباطل، وإن قتلاك في الجنة وقتلاهم في النار(١).
  فلما جيء بالطبيب وأُدخل على زيد # قال له الطبيب إنك إن نزعته من رأسك متّ، فقال #: الموت أيسر عليّ مما أنا فيه.
  قال: فأخذ الكلبتين فانتزعه، فساعة انتزاعه مات ~.
  فلما مات # اختلفوا في دفنه، أين يدفنوه؟
  فقال بعضهم: نلبسه درعين، ثم نلقيه في الماء.
(١) المصابيح لأبي العباس الحسني # (خ).