مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

مقتله #

صفحة 96 - الجزء 1

مقتله #

  وثبتَ الإمام # في أصحابه، فلما كان جنح الليل وقد أصيب # بثلاث عشرة نشابة، إذْ رُمي بسهم فأصاب جانب جبينه الأيسر فخالط دماغه حتى خرج من قفاه، فقال: (الشهادة في الله، والحمد لله الذي رزقنيها)، ثم رجع ورجع أصحابه، وأهل الشام لا يظنون أنهم رجعوا إلا للمساء.

  فحُمل # إلى دور أرحب وشاكر، وانطلق ناس من أصحابه فجاءوا بطبيب يقال له سفيان.

  ثم نادى # وقال: ادعوا لي يحيى، فدعوناه، فلما دخل جمع قميصه في كفّه، وجعل يمسح الكرب عن وجه أبيه، وقال: أبشر يا ابن رسول الله، تقدم على رسول الله ÷ والحسن والحسين وخديجة وفاطمة وهم عنك راضون.

  فقال: صدقتَ يا بني فما في نفسك؟

  قال: أن أجاهد القوم والله إلا أن لا أجد أحداً يعينني.

  قال: نعم يا بنيّ جاهدهم، فوالله إنك لعلى الحق وهم على الباطل، وإن قتلاك في الجنة وقتلاهم في النار⁣(⁣١).

  فلما جيء بالطبيب وأُدخل على زيد # قال له الطبيب إنك إن نزعته من رأسك متّ، فقال #: الموت أيسر عليّ مما أنا فيه.

  قال: فأخذ الكلبتين فانتزعه، فساعة انتزاعه مات ~.

  فلما مات # اختلفوا في دفنه، أين يدفنوه؟

  فقال بعضهم: نلبسه درعين، ثم نلقيه في الماء.


(١) المصابيح لأبي العباس الحسني # (خ).