[السور التي فيها ذم الكثرة]
  التي قبلها.
ومن سورة الأعراف
  قال اللّه تعالى يحكي قول إبليس الرجيم: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} يعني: الآخرة، {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} يعني: الدنيا. {وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ} يعني: حسناتهم. {وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} يعني: سيئاتهم. {وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرينَ ١٧}.
  وقال تعالى يخبر محمداً ÷ عن الأمم الخالية: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ١٠٢}، ولم يقل ذلك لأقلهم، لأنه قد علم تبارك وتعالى أنما اتبع الأنبياء $ من كل أمة أقلها وأضعفها وأوضعها في حال الدنيا.
  وقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} (١٧٩).
  وقال تعالى لنبيه ÷ حين سُئلَ عن قيام الساعة: {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ١٨٧}، يعني: قيام الساعة، قد أعلم اللّه تعالى الساعة القليل من خلقه وهم أهل صفوته، وقد قال رسول اللّه ÷: ((إن من أشراط الساعة: مطراً ولا نبات، وتبايع الناس بالعينة(١)، وكثرة أولاد الزنى وترك العمل بكتاب اللّه تعالى، وتجارة النساء، وتجارة الراعي في أمته)) مع شرائط كثيرة.
  وقال اللّه تعالى تصديقاً لذلك: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}[الجن: ٢٦ - ٢٧].
(١) العِينة - بكسر العين: هي أن يبيع الرجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل معلوم، ثم يشتريها - البائع - من - المشتري - بأقل مما باعها به أولاً.