مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

كيفية دعوته ومقدماتها

صفحة 85 - الجزء 1

  وروى السيد أبو عبدالله العلوي بسنده عن جابر الجعفي، قال: سمعتُ أبا جعفر يقول: (لا يخرج على هشام أحد إلا قتله، فقلتُ لزيد هذه المقالة، قال: لقد صدق أخي، إني شهدت هشاماً ورسول الله يُسبُّ عنده فلم يغيّر ذلك، فوالله لو لم أكن إلا أنا وابني).

  فالإمام زيد # إنما قام غضباً لله؛ آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، ومحيياً للسنن والشرائع، ومميتاً للبدع والضلال، قام ثائراً لله ولدينه لما تنكرت المعالم وكثرت المظالم، واستضعف المظلوم وأعين الظالم، وأصبح من يدعى خليفة للمسلمين يسب عنده رسول رب العالمين ولا يظهر منه إنكار ولا تغيير بل يقره على عمله، وينهى من ينهاه عن قبيح فعله.

كيفيَّة دعوته ومقدماتها

  كان الإمام زيد # مقيماً بالمدينة المنورة - على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام - وكان عاملها من قبل هشام بن عبد الملك هو خاله إبراهيم بن هشام المخزومي.

  وكان يوسف بن عمر والياً لهشام على العراق ولاه عليها بعد أن عزل خالد بن عبدالله القسري عن ولاية العراق.

  فادّعى خالد بن عبدالله القسري أن له مالاً قبل زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وداود بن علي بن عبدالله بن العباس، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وأيوب بن سلمة المخزومي.

  فكتب يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك؛ فمن الرواة من قال: كان زيد بن علي إذ ذاك في الرصافة فبعث إليه هشام بن عبد الملك وهو بالشام.