[أنواع الكفر]
  فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٣٤ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}[التوبة: ٣٤ - ٣٥]، ولم يقل تبارك وتعالى ذوقوا ما كنتم تشركون.
[أنواع الكُفْر]
  والكفر على أنواع ستة: كفر الشرك بالرحمن. وكفر لمن لم يحكم بما أنزل اللّه. وكفر لمن قتل النفس التي حرم اللّه بغير حق. إن اللّه تعالى لا يلعن مؤمناً، وقد لعن القاتل وغضب عليه وأعد له عذاباً عظيماً.
  وقال اللّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا}[الأحزاب: ٦٤]. وقال تبارك وتعالى للمؤمنين: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ٤٣ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا}[الأحزاب: ٤٣ - ٤٤]، فمن كان مؤمناً فهذه منزلته.
  ويكون كافراً بالنعيم. قال اللّه تبارك وتعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم: ٧].
  وكفر بَالِهَ(١)، وقد قال يعقوب ﷺ لبنيه $: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ}[يوسف: ٨٧]، وما خشي يعقوب على بنيه أن يشركوا بالرحمن وهم ممن اصطفاه اللّه تبارك وتعالى واختاره، ولكنه أمرهم أن لا يقطعوا رجاءهم من اللّه تبارك وتعالى أن يريهم يوسف # وأخاه.
  وقول(٢) سليمان # حين رأى العرش مستقراً عنده: {هَذَا مِنْ فَضْلِ
(١) المراد به قطع الرجاء من الله تعالى.
(٢) يعني أن من أنواع الكفر عدم الشكر لله ø.