مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[معنى: {لا جرم}]

صفحة 350 - الجزء 1

  فقال: هي تهدد ووعيد، والعرب إذا تهدد الرجل منهم صاحبه قال له: أولى لك ثم أولى لك، وقال الشاعر لمنهرم:

  ألفيتنا عيناك عند اللقا ... أولى وأولى لك ذا وافيه

[معنى: {لَا جَرَمَ}]

  وقال: وسألت زيداً # عن قول الله تبارك وتعالى: {لَا جَرَمَ}⁣[هود: ٢٢]، قال: هي بمنزلة لا محالة ثم كثرت في الكلام حتى صدرت بمنزلة حقاً وأصلها حرمت أي كسبت.

  وأنشد قول الشاعر:

  ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة بعدها أن تغضبوا

  أي كسبتم الغضب أبداً وقال: يقول العرب فلان جارم أهله أي كاسبهم وجرمتهم، وإنما سُمِّيَ المذنبُ مجرماً من هذا لأنه كسب وافترق.

  وقال: سألت زيداً # عن قول الله ø: {كَلَّا}⁣[التكاثر: ٣]، ردع وزجر، قال الله تبارك وتعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً ٥٢ كَلَّا}⁣[المدثر].

  وقال ø: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ١٩ كَلَّا}⁣[القيامة]، يريد أنه عن أن تعجل به.

  وقال جل وعلا: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ٣ كَلَّا}⁣[الهمزة]، أي لا يخلده ماله.