[معنى: {لا جرم}]
  فقال: هي تهدد ووعيد، والعرب إذا تهدد الرجل منهم صاحبه قال له: أولى لك ثم أولى لك، وقال الشاعر لمنهرم:
  ألفيتنا عيناك عند اللقا ... أولى وأولى لك ذا وافيه
[معنى: {لَا جَرَمَ}]
  وقال: وسألت زيداً # عن قول الله تبارك وتعالى: {لَا جَرَمَ}[هود: ٢٢]، قال: هي بمنزلة لا محالة ثم كثرت في الكلام حتى صدرت بمنزلة حقاً وأصلها حرمت أي كسبت.
  وأنشد قول الشاعر:
  ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة بعدها أن تغضبوا
  أي كسبتم الغضب أبداً وقال: يقول العرب فلان جارم أهله أي كاسبهم وجرمتهم، وإنما سُمِّيَ المذنبُ مجرماً من هذا لأنه كسب وافترق.
  وقال: سألت زيداً # عن قول الله ø: {كَلَّا}[التكاثر: ٣]، ردع وزجر، قال الله تبارك وتعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً ٥٢ كَلَّا}[المدثر].
  وقال ø: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ١٩ كَلَّا}[القيامة]، يريد أنه عن أن تعجل به.
  وقال جل وعلا: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ٣ كَلَّا}[الهمزة]، أي لا يخلده ماله.