مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[معنى اليد واليمين والعين]

صفحة 337 - الجزء 1

  ولكنه أراد بالظالمين جميع الكفار وهو كقوله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}⁣[الصف: ٨]، فقال: أولئك الذين تعاونوا على قتل أهل دين الله تعالى {ما كان لهم أن يدخلوها} أن يدخلوا المسجد الحرام ومساجدهم التي بنوها لله تعالى {إلا خائفين}.

  فأخبر الله ø في الآية أنه سيظفره بالمشركين ويذللهم له حتى لا يدخل متعبَّدَهم ومساجدَهم مشرك أبداً إلا خاضعاً لهم أو خائفاً إذا كان أمره المناصبة والمحاربة للمؤمنين.

  ثم قال: {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ}⁣[البقرة: ١١٤]، إما مشرك مقتول، وإما ذو كتاب مخزي بالجزية والصغار.

  {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١١٤}⁣[البقرة]، والعظيم من العذاب: هو الوجيع فإذا عظم شيئاً فهو الغاية والمنتها، وإذا عظم الثواب فإنما يريد أن يكثره لهم.

[معنى اليد واليمين والعين]

  أخبرنا العلوي قال: حدثنا ابن النجار، قال: أخبرنا إسحاق بن محمد المقري وعبد العزيز بن يحيى الجلوذي، قالا: أخبرنا محمد بن سهل، قال: حدثني عبدالله بن محمد، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلا، قال: سمعت زيداً # يقول في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}⁣[المائدة: ٦٤]، قال: مجاز الآية النعمة منه والفضل.

  وقوله تعالى: {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}⁣[المائدة: ٦٤]، يدل على ذلك، وقد يقول الرجل من العرب لفلان علي يد، أي نعمة.