[معنى اليد واليمين والعين]
  ولكنه أراد بالظالمين جميع الكفار وهو كقوله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}[الصف: ٨]، فقال: أولئك الذين تعاونوا على قتل أهل دين الله تعالى {ما كان لهم أن يدخلوها} أن يدخلوا المسجد الحرام ومساجدهم التي بنوها لله تعالى {إلا خائفين}.
  فأخبر الله ø في الآية أنه سيظفره بالمشركين ويذللهم له حتى لا يدخل متعبَّدَهم ومساجدَهم مشرك أبداً إلا خاضعاً لهم أو خائفاً إذا كان أمره المناصبة والمحاربة للمؤمنين.
  ثم قال: {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ}[البقرة: ١١٤]، إما مشرك مقتول، وإما ذو كتاب مخزي بالجزية والصغار.
  {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١١٤}[البقرة]، والعظيم من العذاب: هو الوجيع فإذا عظم شيئاً فهو الغاية والمنتها، وإذا عظم الثواب فإنما يريد أن يكثره لهم.
[معنى اليد واليمين والعين]
  أخبرنا العلوي قال: حدثنا ابن النجار، قال: أخبرنا إسحاق بن محمد المقري وعبد العزيز بن يحيى الجلوذي، قالا: أخبرنا محمد بن سهل، قال: حدثني عبدالله بن محمد، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلا، قال: سمعت زيداً # يقول في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة: ٦٤]، قال: مجاز الآية النعمة منه والفضل.
  وقوله تعالى: {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}[المائدة: ٦٤]، يدل على ذلك، وقد يقول الرجل من العرب لفلان علي يد، أي نعمة.