مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

(1) من كلام له # في وصف القرآن الكريم:

صفحة 377 - الجزء 1

(١) من كلام له # في وصف القرآن الكريم:

  روى الإمام المرشد بالله # في الأمالي الإثنينية، بسنده عن أبي غسان الأزدي قال:

  قدم علينا زيد بن علي # الشام أيام هشام، فما رأيت رجلا كان أعلم بكتاب اللّه منه، ولقد حبسه هشام خمسة أشهر يقص علينا - ونحن في الحبس - تفسير الحمد وسورة البقرة، يَهُذُّ ذلك هذاً، وذكر الكتاب وقال فيه:

  واعلموا رحمكم اللّه تعالى أن القرآن والعمل به يهدي للتي هي أقوم، لأن اللّه تعالى شَرّفه وكرمه، ورفعه، وعظمه، وسماه: روحاً، ورحمة وشفاء، وهدى، ونوراً، وقطع منه بمعجزِ التأليف أطماعَ الكائدين، وأبانه بعجيب النَّظم عن حيل المتكلفين، وجعله متلواً لا يُمَل، ومسموعاً لا تَمُجُّه الآذان، وغَضاً⁣(⁣١) لا يخلق على كثرة الرد، وعجيباً لاتنقضي عجايبه، ومفيداً لا تنفد فوائده.

  والقرآن على أربعة أوجه: حلال وحرام لا يسع الناس جهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وعربية يعرفها العرب، وتأويل لا يعلمه إلا اللّه، وهو ما يكون مما لم يكن.

  واعلموا رحمكم اللّه تعالى أن للقرآن ظهراً، وبطناً، وحداً، ومطلعاً، فظهره: تنزيله، وبطنه: تأوليه، وحده: فرائضه وأحكامه، ومطلعه: ثوابه وعقابه.

  ورواه أيضاً في الحدائق الوردية.

  وقال #: الإعتصام بالكتاب نجاة من الفتن والأهواء المضلات، وذهاب العالم ذي الديانة صَدْعٌ في الدين لايرتق.


(١) الغض: الطري.