[الكلام في اختلاف آل محمد $، ووجوب اتباعهم]
  وعلي وفاطمة $.
  فإن قالوا: فمَنْ أولى الناس بعد الحسن؟
  فقولوا: الحسين.
  فإن قالوا: فَمَنْ أولى الناس بعد الحسين؟
  فقولوا: آل محمد ÷ أولادُهما أفضلهم أعلمهم بالدِّين، الدَّاعي إلى كتاب اللّه، الشَّاهر سيفه في سبيل اللّه.
  فإن لم يَدْعُ منهم دَاعٍ. فهم أئمَّة للمسلمين في أمرهم وحلالهم وحرامهم، أبرارهم وأتقياؤهم.
[الكلام في اختلاف آل محمد $، ووجوب اتباعهم]
  فإن قالوا: فما بال آل محمد يختلفون وإنما الأمر والحق واحد فيما تزعمون؟
  فقولوا: فإن دَاوُد وسليمان اختلفا {إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ}[الأنبياء: ٧٨] وقد قال اللّه تبارك وتعالى: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}[الأنبياء: ٧٩]، أفيجوز أن نردَّ قول اللّه ø، فنقول: إن داود حكم بغير الحقِّ، أو أخطأ؟
  فاختلافنا لكم رحمة، فإذا نحن أجمعنا على أمرٍ لم يكن للناس أن يَعْدوه.
  فآل محمد ÷ في الناس رجلان: رجل عالِمٌ بما تحتاج إليه الأمة من دينها، دَعَا إلى كتاب اللّه وسُنَّة نبيِّه، ومجاهدة من استحلَّ حرام اللّه، وحرَّم حلاله، فعلى الناس نُصرتُه، ومؤازرته، والجهادُ معه، حتى تفيء الباغية إلى اللّه، أو تلحق روحُه وأرواحهم بالجنَّة، قال اللّه ø: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: ٢٣].
  وقال: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}[الصف: ١٤].
  ورجل بضعةٌ من رسول اللّه ÷، استنصر من مظلمة فقُتِل،