مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[معنى قوله تعالى: {أمرنا مترفيها}]

صفحة 341 - الجزء 1

  بدعوة وهي تفي فلم يعطها فقد استجيب له لأنه يعطى بها عوضاً، وكان أصلح له ما يعوض من دعوته تلك ويدخر له منها.

[معنى قوله تعالى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}]

  أخبرنا الشريف أبو عبدالله، قال: حدثنا ابن النجار، قال: أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد المقري وعبد العزيز بن يحيى الجلوذي البصري، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن سهل، قال: حدثني عبدالله، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلا، قال: سأل رجل زيداً # عن قول الله ø: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا}⁣[الإسراء: ١٦]، قال: يأمرهم بالفسق، وهو يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}⁣[النحل: ٩٠].

  فقال الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام -: ليس المعنى ما ذهبت إليه، أنت تريد مثل قولك: أمرته فضرب زيداً، وأمرته فقام، لأنك تأمر بضرب زيد وبالقيام، وليس هذا من ذلك، ولكنه يكون على معنيين:

  أحدهما: أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها، كقولك: أمرتك فعصيتني، أي بالخير، وهي قراءة أبي عمرو على الأمر.

  وفيها معنى آخر، وهي قراءة أهلنا: أمرنا كثرنا، وقد قرأ بعض أهلنا: أمرنا ممدوداً، وقرأ بعضهم: أمرنا، مثقلة، أي سلّطنا، وقد قال في معنى الكثرة: أمر القوم يأمرون أمراً كثروا، وفي مثل لهم: ليس أمر أتى بأمر زائد، والشك المبيدان، يغبطوا يهلكوا، وإن أمروا يوماً يصيروا للهاتك والنكر.

  وقال زهير:

  والإثم من شر ما تطال به ... والبر كالغيث نبته أمر