مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[الإيمان هو التصديق والعمل]

صفحة 152 - الجزء 1

  أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ}⁣[الأعراف: ٢٣].

  فسلهم أيشكون في الخاسرين أن اللّه تعالى يدخلهم النار؟

[الإيمان هو التصديق والعمل]

  وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ}⁣[الممتحنة: ١٠] فسماهن مؤمنات بالتصديق، وثنا لهن إيماناً بالعمل.

  والعمل حقيقة، قال اللّه تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}⁣[الممتحنة: ١٢].

  فسل أهل البدع والباطل لو أن امرأة منهن قالت: يا رسول اللّه أشهد أن هذا الذي تبايعني عليه حَقٌ من اللّه تعالى، غير أني لا أصبر عن الزنا والسرقة، أكان النبي ÷ يبايعها، ويستغفر لها؟! أكانت تُنَزَّل منزلة المؤمنات؟! فيحق على نبي اللّه ÷ الإستغفار لها.

  وسلهم عن امرأة بايعت وأقرت بما جاء به النبي ÷ ثم ذهبت في السِّرِّ فزنت، وقتلت ولدها، ثم ماتت في نِفَاسِها ذلك، فبلغ نبيُ اللّه ÷ أنها فعلته، أكانت ممن أمر اللّه تعالى نبيه ÷ أن يستغفر لها، فقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}⁣[محمد: ١٩]؟!

  فإن قالوا: قد ثبت لها الاستغفار.

  قيل لهم: فلو أن رجلا قتل نفساً مؤمنة وقد فرض اللّه تعالى عليه الدية، وتحرير