مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[معنى قوله: {إنك لأنت الحليم الرشيد}]

صفحة 348 - الجزء 1

[معنى قوله: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}]

  وبالإسناد: حدثنا محمد قال: حدثني عبدالله، قال: حدثني عمارة بن زيد، حدثني عبيد الله بن العلا، قال: سمعت من سأل زيداً # عن قول الله ø وإخباره عن قوم شعيب: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ٨٧}⁣[هود].

  قال الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام -: هذا من الحروف المقلوبة وهو أن تصف العرب الشيء بضد صفته كقولهم للديغ: السليم، تطيراً من أن يقول: سقيماً، وتفاؤلاً بالسلامة، ويقولون للعطشان: ناهل، أي سينهل يريدون سيروا، ويقولون للفلاة وهي مهلكة مفازة يريدون منجاة.

  وقولهم لشعيب: {إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ٨٧}، يريدون السفيه الجاهل، وهذا كما تقول للرجل تستجهله: يا عاقل، وتستحمقه: يا حليم.

  ثم أنشد الشاعر:

  وقلت لسيدنا يا حليم ... إنك لمن تأس أسوأ رفيقا

  ومن هذا النوع الاستهزاء.

  وقوله ø: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ١٢ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ١٣}⁣[الأنبياء].

  ويقول الشاعر من العرب في مثل هذا النوع:

  هلا سألت جموع كنـ ... ـدة يوم ولوا أين أينا

  ........... (⁣١)


(١) في الأصل بياض في الصفحة أكثر من النصف، ولعله سقط.