[معنى قوله: {إنك لأنت الحليم الرشيد}]
[معنى قوله: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}]
  وبالإسناد: حدثنا محمد قال: حدثني عبدالله، قال: حدثني عمارة بن زيد، حدثني عبيد الله بن العلا، قال: سمعت من سأل زيداً # عن قول الله ø وإخباره عن قوم شعيب: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ٨٧}[هود].
  قال الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام -: هذا من الحروف المقلوبة وهو أن تصف العرب الشيء بضد صفته كقولهم للديغ: السليم، تطيراً من أن يقول: سقيماً، وتفاؤلاً بالسلامة، ويقولون للعطشان: ناهل، أي سينهل يريدون سيروا، ويقولون للفلاة وهي مهلكة مفازة يريدون منجاة.
  وقولهم لشعيب: {إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ٨٧}، يريدون السفيه الجاهل، وهذا كما تقول للرجل تستجهله: يا عاقل، وتستحمقه: يا حليم.
  ثم أنشد الشاعر:
  وقلت لسيدنا يا حليم ... إنك لمن تأس أسوأ رفيقا
  ومن هذا النوع الاستهزاء.
  وقوله ø: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ١٢ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ١٣}[الأنبياء].
  ويقول الشاعر من العرب في مثل هذا النوع:
  هلا سألت جموع كنـ ... ـدة يوم ولوا أين أينا
  ........... (١)
(١) في الأصل بياض في الصفحة أكثر من النصف، ولعله سقط.