[معنى: {ءاية بينة}]
  {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ٢٠٨}[البقرة]، أي عداوته لكم بينه لأنه إنما يدعوكم إلى الإثم.
[معنى: {ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ}]
  وبالإسناد حدثنا محمد، قال: حدثني عبدالله، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلا أنه سمع زيداً # يقول في قول الله تبارك وتعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ ءَاتَيْنَاهُمْ مِنْ ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ}[البقرة: ٢١١]، وذلك في جدل جرى بينه وبين علماء الشام بين يدي هشام - لعنه الله تعالى - فسألوه عن هذه الآية.
  فأجاب فيها أن قال: الآية الحجة البينة، وقد قال بعض مفسرينا: إنه عنا ما آتى موسى # من الآيات يقول: فكانوا مع ما أتاهم من الآيات أصحاب خلاف ومعصية لله تبارك وتعالى ولرسوله ÷.
  فلذلك قال: {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ}[البقرة: ٢١١]، يقول: يبدل حجج الله وبراهينه من بعد ما جاءته.
  وقال آخرون من مفسرينا: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ}، يريد علمائهم {كَمْ ءَاتَيْنَاهُمْ مِنْ ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ}: أي من حجة لمحمد ÷ يقول: يتبينون بها أنك صادق وأن الذي جئت به حق.
  {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ}: التي أنعم الله بها عليه فيما أودعه من علم رسوله ÷ وحججه فكتم الحق وجحده.
  {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ}: البينات التي تحقق ما في كتابه، وهو كقوله تعالى: جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ومصدقاً لما بين يديه من التوراة.