مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[خيرة الله من خلقه]

صفحة 183 - الجزء 1

  فقبلنا منهم حيث اجتمعوا عليه، وشهدنا أنه الحق.

[خيرة الله من خلقه]

  ثم سألنا الفريقين جميعاً: هل لِلَّه خِيرةٌ مِنْ خَلْقِهِ اختارهم واصطفاهم؟

  فاجتمع الفريقان على أن لِلَّه تعالى خِيرةً من خلقه اختارهم واصطفاهم.

  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ}⁣[القصص: ٦٨].

  فقبلنا منهم حيث اجتمعوا على ذلك، وشهدنا بأن لِلَّه تعالى خِيْرة من خَلْقَه.

  ثم سألناهم: مَنْ خيرة اللّه سبحانه من خلقه؟

  فقالوا: المتَّقُون.

  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

  فقالوا: قول اللّه ø: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}⁣[الحجرات: ١٣]، وفي قراءة ابن مسعود: {إنّ خيركم عنْدَ الله أتقاكم}.

  فقبلنا حيث اجتمعوا، وشهدنا أنه الحق، وأن خيرة اللّه من خلقه المتقون.

  ثم سألنا الفريقين هل لله خيرة من المتقين؟

  فقالوا: نعم.

  فقلنا: من هم؟

  فقالوا: المجاهدون في سبيل اللّه.

  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا