[خيرة الله من خلقه]
  فقبلنا منهم حيث اجتمعوا عليه، وشهدنا أنه الحق.
[خيرة الله من خلقه]
  ثم سألنا الفريقين جميعاً: هل لِلَّه خِيرةٌ مِنْ خَلْقِهِ اختارهم واصطفاهم؟
  فاجتمع الفريقان على أن لِلَّه تعالى خِيرةً من خلقه اختارهم واصطفاهم.
  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟
  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ}[القصص: ٦٨].
  فقبلنا منهم حيث اجتمعوا على ذلك، وشهدنا بأن لِلَّه تعالى خِيْرة من خَلْقَه.
  ثم سألناهم: مَنْ خيرة اللّه سبحانه من خلقه؟
  فقالوا: المتَّقُون.
  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟
  فقالوا: قول اللّه ø: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات: ١٣]، وفي قراءة ابن مسعود: {إنّ خيركم عنْدَ الله أتقاكم}.
  فقبلنا حيث اجتمعوا، وشهدنا أنه الحق، وأن خيرة اللّه من خلقه المتقون.
  ثم سألنا الفريقين هل لله خيرة من المتقين؟
  فقالوا: نعم.
  فقلنا: من هم؟
  فقالوا: المجاهدون في سبيل اللّه.
  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟
  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا