[من هو وصي رسول الله ÷]
  فإن قالوا: قد أوصى رسول اللّه ÷ ولكن لا ندري إلى من أوصى، فإن في القرآن ما يستدلُّ به على وَصِيِّه، لأن رسول اللّه ÷ كان خير الناس وأعلم الناس؛ فينبغي أن يكون وصيه من بعده خيرهم وأعلمهم، وأطوعهم لأمره، وأنفذهم لوصيته، وأوثقهم عنده.
[من هو وصي رسول الله ÷]
  وقد بَيَّن اللّه تبارك وتعالى الفضل في كتابه؛ فأفْضَلُهم عند رسول اللّه ÷ من فضَّله اللّه في كتابه، وهو وصيّه؛ لأن رسول اللّه ÷ لم يكن ليختار غير الذي اختاره اللّه، فهلمّوا فلننظر في كتاب اللّه مَنْ أهل صفوته(١)، وأهل خيرته؟
  فإن اللّه تبارك وتعالى يقول: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ}[القصص: ٦٨].
  وقال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}[الواقعة: ١٠ - ١١](٢).
(١) وقد بين ذلك الإمام زيد # في كتابه المسمى (كتاب الصفوة).
(٢) روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (٢/ ٢١٦) رقم (٩٢٨) بإسناده عن السدي في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُوْنَ السَّابِقُوْنَ}[الواقعة: ١٠]، قال: (نزلت في علي). ورواه أيضاً برقم (٩٣٠) بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس (أنها نزلت في علي).
وأخرج الحاكم الحسكاني أيضاً (٢/ ٢١٣) رقم (٩٢٤) عن الحسين بن الحسن الأشقر عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: (السباق ثلاثة: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب ياسين إلى عيسى، وسبق علي إلى النبي ÷).
وأخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٩٣) رقم (١١٥٢) مرفوعاً.
وأخرجه ابن المغازلي الشافعي أيضاً بسنده عن ابن عباس موقوفاً ص ١٩٧ رقم (٣٦٥)، وأخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس موقوفاً، ورواه الهيثمي (٩/ ١٠٢) وقال رواه الطبراني. =